دعا طبيب أردني مختص بالأمراض الصدرية والعناية الحثيثة، الحكومة الأردنية إلى تطبيق نموذج الربط الالكتروني لمعالجة إشكالية النقص في الكوادر الطبية المختصة لعلاج مرضى كورونا، عبر تأسيس فريق مشترك مركزي في البلاد، من مجموعة اختصاصيين بما يشبه بـنموذج Tele Icu (العناية الحثيثة عن بعد)، لمواجهة الارتفاع المضطرد في وفيات كورونا.
وعبّر الدكتور فراس الهواري رئيس قسم الامراض الصدرية والعناية الحثيثة في مركز الحسين للسرطان، عن قلقه من تسجيل نسب وفيات مرتفعة لمرضى كورونا ممن يوضعون على أجهزة التنفس الاصطناعي المعلنة، قائلا إن هناك حاجة لتبديل البروتوكول العلاجي، وإن الأرقام “غير مقبولة”.
وفاقم تصاعد نسبة الوفيات في الأردن خلال الشهرين الماضيين، بسبب الإصابة بفيروس كورونا، حالة “القلق” لدى الأردنيين، في وقت أعلن فيه مسؤول حكومي في وقت سابق أن نسبة “النجاة” لمرضى كورونا ممن وضعوا على أجهزة التنفس الاصطناعي، بلغت 10-15% فقط في مستشفى الأمير حمزة الحكومي المخصص للعزل.
وبالتوازي، سجلت أعداد الوفيات أرقاما غير مسبوقة منذ بدائة جائحة الكورونا في البلاد، إذ وصل العدد الإجمالي حتى الجمعة أكثر من 34 ألف إصابة بالفيروس، و 310 وفيات من بينها 138 وفاة، خلال 9-15 أكتوبر/تشرين الاول الجاري.
وأوضح الهواري في حديث لموقع CNN بالعربية، أن عدة معايير تشير اليوم إلى أن الأردن دخل “إلى المنطقة الحمراء” وبائيا، من أهمها تجاوز نسبة الفحوصات الايجابية المخبرية 5% من بين الفحوصات اليومية، حيث وصلت إلى 7% بعد أن كانت 1% بحسب تصريحات سابقة لوزير الصحة الأردني.
ويعتقد الهواري، أن ما يطبّق في الأردن هو بروتوكول دوائي وليس بروتوكول علاجي، قائلا إن الأردن يستطيع تطبيق نموذج العناية الحثيثة عن بعد، بسبب نقص التدريب لدى الكوادر وقلة الاختصاصيين، عبر فريق يتكّون من طبيب عناية مركزة، وممرض اختصاصي تنفس عناية مركزة وأيضا صيدلاني سريري، وربط وحدات العناية الحثيثة لمرضى كورونا في التي تعاني من نقص الكوادر ، بما يشبه خدمة العناية الحثيثة عن بعد وهي مطبقة في أمريكا.
ويوضح الهواري بالقول، إن البروتوكول يبدأ مع لحظة دخول المريض إلى المستشفى ولايقتصر الامر على إعطائه أدوية الكورتيزون الذي يبدأ قبل العنائة المركزة أو الأدوية المعتمدة كالديسكاميثازون ، وقال” الهدف أن لايصل المريض إلى “جهاز التنفس الاصطناعي” إذ يجب تعليم المريض كيف يتنفس قبل وباستخدام أجهزة أوكسجين بسيطة عن طريق الأنف مثل (high flow nasal cannula).
وقال الهواري :” لم أر في حياتي صعوبة كصعوبة علاج مريض الكورونا في العناية الحثيثة ، العلاج يجب أن يكون دقيقا .”
وعن المعايير التي تحكم تقييم خطورة الوباء والوفاة بسببه عالميا، قال إن من أهمها؛ متوسط أعمار المرضى في المستشفيات وفي أقسام العناية الحثيثة، ونسبة الذكور إلى الاناث و مناعة الاجسام والهرمونات، وعوامل أساسية كالأمراض المزمنة استنادا إلى دراسات علمية وتحليل بيانات، وقال :” في بداية الجائحة كان مرض الربو مصنف كمرض عالي الخطورة لكن تم لاحقا تخفيض خطورته، فيما أبقي على مرض الانسداد الرئوي