البهائيون منهم وماذا يفعلون
بقلم/محمد رزاق كريم/ النجف
يعتبر البهائيون احد الاقليات في العراق اعتنقوا احدى الديانات الحديثة في العالم المعاصر يتواجدون في مناطق مختلفة من العراق ,يعتقد البهائيون ان الديانة البهائية هي مشاركة لمفاهيم الاديان والتوجهات الاخرى لترسيخ مفاهيم الحب والسلام .
اذ لا توجد احصائية محددة عن اعدادهم يقول الدكتور سعد سلوم في كتابه ” تنوعنا الديني ” ان الاخفاء الذاتي للهوية وعدم اشهارها قد يكون سبب في عدم وجود احصائية رسمية لهم كما يرجع غياب العدد الحقيقي الى عامل اخر وهو عدم الاعتراف بهم وبمؤسساتهم ,
الا ان العدد الكبر منهم يقطن في اقليم كردستان وذلك لعدة عوامل رئيسة ومن اهما الامني والاجتماعي .
لا يوجد للبهائيون اي تمثيل سياسي كونهم يعتقدون ان السياسة حرام ولا يجب خلط السياسة بالدين لأسباب كثيرة يعتقدون بها ومن بينها ان يكون للدين حرية مطلقة وهو ما يطالبون به فضلا عن مطالبتهم في عدم تحريم ديانتهم كونهم يعتقدون ان الله سبحانه وتعالى واحد والدين عند الله سبحانه واحد والله عز وجل لا يبعث الديانات في الارض للاختلاف فالإنسانية والدين واحد لان سكان كوكب الارض عائلة انسانية واحدة .
كما اكد باحثون ان البهائية لا تعتبر نفسها طائفة من الاسلام ويؤكد اتباعها انها تقبل كل ما سبقها من تعاليم الديانات الاخرى ك (الاسلام,الهندوسية,المسيحية,اليهودية,الزرادشتية والبوذية) كونهم يؤمنون ان هذه الاديان جميعها تمثل مراحل التجلي الالهي ويعتقدون بوحدانية الله وهو خالق هذا العالم .
تقع بقاع البهائيون المقدسة في حيفا وعكه في فلسطين حيث ضريح مؤسس البهائية لديهم ثلاث صلوات اختيارية يومياً(كبرى,وسطى وصغرى) تؤدى فردياً اما الجماعية فتكون عند الدفن
يؤكد محمد بن موسى عضو مكتب الاعلام في جامعة البهائية ان جميع الاحكام التي يطبقها البهائيون من صلاة وصوم وغيرها من المحافل يؤدونها بروح المحبة لان تأديتها بالنسبة لهم غير نابعة من خوف او عقاب ينتظرهم ولا طمعاً في جنة تنتظرهم يقول بن موسى ان تأدية هذه الاعمال هي فقط حباً لله،
ويقول بن موسى ان في بعض البلدان العربية والاسلامية مثل (ايران واليمن) يعاني فيها البهائيون معاناة شديدة تصل الى تشريد العائلات وحرمانها من الكثير من حقوقها منها دخول المدارس وقد يصل الامر الى (القتل).
وبحسب باحثين كان العراق مركزاً للبهائية لعشرة اعوام انحسرت ما بين عام 1853 و1863 وهي فترة التي قضاها بهاء الله منفياً في البلاد بعد ان اعلن عن ديانته في بغداد قبل ان ينفى الى اسطنبول ,
العراق بالنسبة للبهائية، هو مكان يحظى بقدسية عالية بهاء الله وهو شاب ايراني من اسرة تسنمت مناصب عديدة في الدولة الايرانية بعد ان التحق بالحركة البابية تعرض للنفي خارج بلاده فتوجه بعدها الى العراق وبعد ان نفي من العراق الى اسطنبول توجه الى مصر ومن ثم الى عكة والتي سجن في قلعتها لسنوات لتكون محطته الأخيرة فيها استقر في عكة بعد تخفيف حكم الاعتقال عنه واخذ يجمع انصار له فيها حتى وفاه الاجل فيها عام 1892
وبعد وفاة مؤسس البهائية استكمل عبد البهاء وهو نجل بهاء الله (عباس افندي) ومن ثم حفيده شوقي افندي لنشر التعاليم البهائية حول العالم، ويعتبر الباحثون ان اكبر وجود للبهائية في العالم هو في اوروبا والولايات المتحدة والهند وامريكا الجنوبية.
يحتفل البهائيون في كل عام وفي مختلف انحاء العالم مدة 12 يوما، من 21 أبريل إلى 2 مايو بعيد ما يسمى “بعيد الرضوان” ، وهى المدة التي قضاها نبي الديانة في حديقة الرضوان بالعراق قبل النفي
لمؤسس الدين بهاء الله بيت في بغداد سكنه خلال فترة نفيه وتعتبر حديقة الرضوان آنذاك هي المكان الذي اعلن فيه البهاء عن دعوته العلنية
تاريخ ربما يكون غير منصف لطبقة اختارت ان تعيش حياتها واعتقادها كما وجدها في الرسالة التي اتى بها مؤسس البهائية ،الله سبحانه وتعالى خلق الانسان على اختلاف شكلة ولونة ومعتقدة فالاختلاف في الرأي او الدين او المذهب او اللون لا يرخص ولا يعطي الحق لأنسان اخر ان يسلب حق غيره في الحياة والعيش بطمأنينة وسلام وحرية في النهاية يبقى الله سبحانه وتعالى هو المحاسب الوحيد لما نقترف من خطايا او ذنوب تجاه انفسنا والمجتمع.