أعلن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الاثنين، العودة إلى التوقيت الصيفي منتصف ليل الأربعاء – الخميس، وذلك بعدما أرجأ، الخميس الماضي، بدء التوقيت الصيفي قرابة الشهر- الذي أوجد توقيتين زمنيين متنافسين في لبنان، و أثار الكثير من الارتباك، والجدل.
وكانت أكبر كنيسة مسيحية في لبنان قالت إنها لن تلتزم بقرار الحكومة- قائلة إنه تم اتخاذه بدون استشارة أو مراعاة للمعايير الدولية، وقالت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية، الناقل الوطني للبنان، إنها لن تغير ساعاتها – لكنها ستضبط أوقات رحلاتها لتتماشى مع الجداول الدولية.
ووفقا لوكالة الأنباء اللبنانية، قال ميقاتي، بعد جلسة لمجلس الوزراء، في كلمة، إنه “منذ نهاية ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، وأنا أجاهد وأكافح مع ثلة من الوزراء والجيش والقوى الأمنية كافة والجنود المجهولين من الموظفين في الإدارت العامة للحفاظ على هيكل الدولة اللبنانية التي إذا ما انهارت يصبح صعبا جدا إعادة تكوينها”.
وأضاف: “لم أكن يوما من هواة التحدي والمناكفة، ولم أكن يوما من هواة التعدي على مقامات ومرجعيات دينية أو زمنية والتطاول عليها، ولم أكن يوما إلا صاحب رغبة وإرادة في الحفاظ على البلاد ومحاولة إخراجها من العتمة والعوز والعزلة. للأسباب الأنفة كان قراري بالدعوة إلى عقد جلسات لمجلس الوزراء في الفترة الزمنية الماضية”.
وأكد أن “كل القرارات التي اتخذت جاءت بدورها لتأمين سير المرافق العامة وللتخفيف عن الناس قدر الإمكان، في زمن عز فيه حس المسؤولية الجامعة عن بلد كان ولا يزال الأجمل والنموذج الأرقى في نظري ونظر الكثير من اللبنانيين”.
وذكر أن “استمرار العمل بالتوقيت الشتوي حتى نهاية شهر رمضان الذي تشاورت بشأنه مع رئيس مجلس النواب، سبقته اجتماعات مكثفة على مدى أشهر بمشاركة وزراء ومعنيين، وهذا القرار كان الهدف منه إراحة الصائمين خلال شهر رمضان لساعة من الزمن من دون أن يسبب ذلك أي ضرر لأي مكون لبناني آخر، علما أن هذا القرار اتخذ مرارا في السابق”.
وقال: “فجأة، من خارج السياق الطبيعي والإداري البحت، اعتبر البعض القرار تحديا له وأعطاه بعدا لم أكن اتصوره يوما، لكني قطعا لم اتخذ قرارا ذا بعد طائفي أو مذهبي، وما كان قرار كهذا يستوجب كل هذه الردود الطائفية البغيضة، والتي دفعتني لأتساءل عن جدوى الاستمرار في تحمل المسؤولية عمن عجز عن تحملها بنفسه، وأقصد هنا النخبة السياسة التي اتفقت على كل رفض وسلبية لهذا المرشح أو ذاك لرئاسة الجمهورية، وعجزت حتى عن وضع قائمة أسماء مرشحين للرئاسة للبدء بالعملية الانتخابية”.
وتابع: “لنكن واضحين ليست المشكلة ساعة شتوية أو صيفية تم تمديد العمل بها لأقل من شهر إنما المشكلة الفراغ في الموقع الأول في الجمهورية، ومن موقعي كرئيس للحكومة لا أتحمل أي مسؤولية عن هذا الفراغ بل تتحمله القيادات السياسية والروحية المعنية، وبالدرجة الأولى الكتل النيابية كافة تلك التي فضت النصاب خلال 11 جلسة انتخاب سابقا، وتلك التي تعهدت بعدم تأمينه في جلسات لاحقة من دون أن تتفق على مرشح يواجه مرشح الفريق الآخر”.
ودعا إلى انتخاب رئيس جديد للبلاد، وتأليف حكومة جديدة “من دون إبطاء”. وقال: “اليوم حللنا مشكلة واحدة لمواجهة الضخ الطائفي وإسكاته، لكنني أضع الجميع أمام مسؤولياتهم الوطنية في حماية السلم الأهلي والاقتصاد الوطني وعمل المرافق العامة”.
وأضاف: “لقد تحملت ما ناءت تحته الجبال من اتهامات وأضاليل وافتراءات، وصمدت وعانيت بصمت غير أني اليوم أضع الجميع أمام مسؤولياتهم، إن كرة النار أصبحت جمرة حارقة، فإما نتحملها جميعا، وإما نتوقف عن رمي التهم والألفاظ المشينة بحق ببعضنا البعض، وأسهل ما يمكن أن أقوم به هو الاعتكاف عن جمع مجلس الوزراء، وأصعب ما أقوم به هو الاستمرار في تحمل المسؤولية”.
وتابع: “حقا أنني أمثل جميع اللبنانيين، على اختلاف انتماءاتهم وطوائفهم، ولكنني أيضا أمثل مكوّنا وطنيا أساسيا في الحكم وأعتز بذلك”.
يذكر أن لبنان عادة ما يحرك ساعته إلى الأمام بمقدار ساعة خلال عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة من شهر مارس/آذار.