قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، إن روسيا فعلت “كل ما في وسعها” لحل الصراع في إقليم دونباس الأوكراني سلميا، متهما الغرب بأنه هو من أطلق العنان للحرب في أوكرانيا.
وأضاف بوتين في خطابه السنوي أمام الجمعية الفيدرالية في موسكو بمناسبة اذكرى الأولى للغزو على أوكرانيا: “لقد فعلنا كل شيء على الإطلاق، وكل ما هو ممكن لحل هذه المشكلة سلميا، مفاوضات كنا فيها صبورين وكانت مضنية للغاية لإنهاء هذا الوضع الصعب للغاية”=
وأكد الرئيس الروسي: “لكن تم إطلاق سيناريو جديد، وتم تخريب مبادرات السلام بالكامل من خلال الأكاذيب والنفاق، وأغلق الغرب عينيه على النفاق والنظام القاتل في كييف، والنشاط الإرهابي الذي أطلقه في دونباس”، حسب وصفه.
وزعم بوتين عن الغرب: “إنهم يزودون الإرهابيين بالسلاح، وحتى قبل العملية العسكرية الخاصة، كانوا يتلقون مدفعية ثقيلة وأنظمة دفاع جوي”، في إشارة إلى أوكرانيا، وقال: “كان الغرب يعد أوكرانيا لتلك الحملة، وقد تحدثوا بوقاحة وصراحة عن ذلك، فهم لا يخفون هذه الحقيقة”.
وتابع بوتين: “أريد أن أكرر: هم الذين أطلقوا العنان للحرب، واستخدمنا القوة وما زلنا نستخدمها لوقفها”.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن بوتين قوله: “روسيا تواجه خطراً وجودياً ومن المستحيل هزيمة بلادنا في أرض المعركة”، مردفاً: “سنفعل كل شيء من أجل عودة السلام إلى أراضينا”.
وكرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتقاده لتوسيع حلف شمال الأطلسي “الناتو”، الذي استخدمه مرارا كذريعة لغزو أوكرانيا.
وقال بوتين في خطابه السنوي: “لقد كنا منفتحين وصريحين ومخلصين في الرغبة في حوار مفتوح مع الغرب وقلنا مرات عديدة إن العالم بحاجة إلى أمن لا يتجزأ، ودعونا جميع دول العالم للحديث عن ذلك”.
وأضاف: “ولكن كرد فعل، كان كل ما حصلنا عليه هو رد منافق وغير مفهوم، بالإضافة إلى إجراءات جوهرية وملموسة – توسيع الناتو – ما يسمى بمظلة الدفاع عن بلادنا وآسيا الوسطى”.
وقال بوتين “لن يتوقفوا. التهديد مستمر كل يوم، وهم يستعدون لإراقة الدماء في دونباس”.
وشدد بوتين على أن “النخبة الغربية لا تخفي طموحاتها، وهي هزيمة روسيا استراتيجياً. ماذا يعني ذلك؟ إنه يعني أن تقضي على نفسك مرة واحدة وللأبد”. هم يفعلون ذلك من خلال جعل النزاعات المحلية أوسع وأكبر بكثير.
وأضاف بوتين أن الولايات المتحدة على وجه الخصوص ترى الصراع في أوكرانيا “مشروعًا مناهضًا لروسيا”، موضحا أن “الهدف هو مصادرة هذه الأراضي الروسية التاريخية منا، لم يتغير شيء، إنه فقط استمرار لنفس السياسة”.
وأكد بوتين أنه بينما “تأتي أنظمة الأسلحة الغربية بعيدة المدى إلى أوكرانيا”، فإن روسيا “ستضطر إلى إبعاد التهديد بعيدا عن حدودها”. واتهم بوتين أوكرانيا وحلفائها الغربيين بـ”شن هجمات إعلامية أكثر عدوانية” ضد روسيا.
وقال بوتين في خطابه من وسط موسكو إن الحكومة الأوكرانية تحمي مصالح “أسيادها الغربيين” وليس مصالحهم الوطنية.
وزعم بوتين أن “نظام كييف وأسياده الغربيين استولوا بالكامل على اقتصاد البلاد”، وتابع: “لقد دمروا الصناعة والاقتصاد الأوكرانيين، وشهدنا تدهورا مروعا للحالة المادية لمعيشة الشعب في أوكرانيا”.
وأضاف بوتين: “إنهم مسؤولون عن تصعيد الوضع في أوكرانيا، عن الأعداد الهائلة من الضحايا، وبالطبع، فإن نظام كييف غريب بشكل أساسي عن شعب أوكرانيا، فهو لا يحمي مصالح الأوكرانيين الخاصة، ولكن مصالح البلدان الراعية لهم”.
وكان أطول خطاب لبوتين أمام الجمعية الفيدرالية في عام 2018، ولكنه لم يلق خطابه العام الماضي.
وفي الوقت نفسه، ذكرت وكالة “تاس” الروسية الحكومية للأنباء، أن بوتين لن يتابع خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن في بولندا، الثلاثاء، مشيرة إلى أنه سيتم “إبلاغ بوتين بالأفكار الرئيسية” من خطاب بايدن.
ونقلاً عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، قالت “تاس” إن زيارة بايدن المفاجئة لأوكرانيا، الاثنين، “لا يُنظر إليها على أنها حدث استثنائي بالنسبة لروسيا”.
وبعد زيارته المفاجئة إلى كييف، الاثنين، توجه بايدن إلى بولندا للقاء الرئيس أندريه دودا وإلقاء خطاب رئيسي بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لغزو الكرملين لأوكرانيا.