محمد الصدر طيفٌ إسلامي مُختلف
مقال للصحفي : جاسم العامري
محمد الصدر مرجعٌ شيعي برز في تسعينيات القرن الماضي مختلفاً عن المؤسسة الدينية الشيعية في النجف بل مختلفاً عن المؤسسة الدينية عموماً ، تحلى بالشجاعة و الزهد فهو طيفاً اسلامياً متنوعاً حيث جمعَ بين العلم و الثورة و كسر نمطية قديمة لدى المؤسسة الدينية في العراق ،
واجه الصدر صعوبات عديدة من المجتمع و حتى من المؤسسة الدينية نفسها لا بل وصل الحال الى تسميته ( بمرجع المعدان ) بمعنى مرجع طلبة الحوزة الذين هم من أصولاً عربية ، صلى الصدر بمسجد الكوفة و أحيى صلاة الجمعة التي كانت متوقفة من زمن الائمة لكنهُ فوجئ بهجمة سريعة و كأنها مُنظمة من أطرافاً دينية ، اتهمته بالعمالة مع النظام السابق لكن القرائن لم تثبُت ذلك فمحمد الصدر الذي اتهموه عميلاً لصدام ، قتله صدام حسين لا بل أعتقل إتباعه و فرض الاقامة الجبرية على ابنه مقتدى الصدر ، لم يكتفي النظام السابق بهذا الفعل بل منع زيارة الصدر من قبل محبيه و مقلديه و ضلَ يُلاحقهم و يعتقلهم إلى إن سقط حكمه ،
ترك الصدر إرثاً علمياً مُهماً و كبير للمؤسسة الدينية في النجف فمؤلفاتهِ لا يُضايها مؤلفاً دينياً و ذلك بأعتراف كبار مراجع المذهب الشيعي ، حيث قال الفيلسوف الاسلامي السيد محمد باقر الصدر عن موسوعة محمد صادق الصدر حول ظهور الامام المهدي (عج) ” فأننا بين يدي مسوسوعةٌ جليلةً في الامام المهدي وضعها احد اولادنا و تلامذتنا الاعزاء و هو العلامة الباحث محمد صادق الصدر و هي موسوعة لم يسبُق لها نظير في تاريخ التصنيف الشيعي حول الامام المهدي (عج) في احاطتها و شمولها لقضية الأمام من كُل جوانبها و فيها من سعة الافُق و طول النفس العلمي علماً إن هذهِ الموسوعة صدرت و قد كان عمر المرجع محمد صادق الصدر بما يقارب الـ 29 عاماً ، و كانت إحدى اهم مؤلفاتهِ تنبذ الطائفية المذهبية فألف كتاب ( الطائفية في نظر الاسلام ) .
أُستشهد الصدر و هو ذلك المرجع الفقير البسيط المتواضع الذي رفع صوته و علمه بوجه أعتى طاغية آنذاك فبقي حي في ضمائر إتباعه و محبيه ، رحم الله ذلك الأنسان الزاهد المتواضع الذي عُرف برفضه للنظم الاستبدادية و الدكتاتورية و رحم نجليه الذين كانوا قرباناً لهذهِ الثورة الاصلاحية العظيمة .
? جاسم العامري