رأى مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الخليج العربي تيموثي لندركينغ، الخميس، أنه إذا كانت دول الخليج يمكنها تطبيع العلاقات مع إسرائيل، فيمكنها أيضا تطبيع العلاقات بين بعضها البعض، معتبرا أن الأزمة القطرية يمكن حلها على مراحل.
وقال لندركينغ، في مؤتمر صحفي عبر الهاتف، إن هذا الأسبوع كان “أسبوعا تاريخيا” مع انضمام البحرين للإمارات في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وتوقيع الدول الثلاث للاتفاقيات بينهم في البيت الأبيض بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضاف أن التحركات أمريكية تساعد في إرساء السلام بالمنطقة، وتابع بالقول: “نحن لم نضغط على أي دولة للتطبيع مع إسرائيل بل يفعلون ذلك من أجل مصلحتهم، ونتوقع أن تنضم دول أخرى”، مشيرا إلى أن أحد العوامل الذي غير الحالة بين إسرائيل ودول الخليج هو تصرفات إيران في المنطقة.
وحول مستقبل العلاقات بين دول الخليج وأمريكا بعد اتفاقياتي التطبيع إسرائيل، قال لندركينغ: “نرى الكثير من الإمكانيات الجيدة، ولدينا علاقات جيدة مع كل دول الخليج حتى لو كانت العلاقات بينهم ليست على مستوى جيدا كثيرا، ونعمل معهم لمواجهة تحديات المنطقة”.
وأضاف: “نظن أن هناك إمكانية كبيرة للتقدم في الملفات الإقليمية والتبادل التجاري والطاقة ومكافحة الإرهاب”، ودعا دول الخليج إلى “الاتحاد سويا لمواجهة التحديات المشتركة”، معتبرا أن هناك إمكانية كبيرة لتحقيق تقدم.
وحول رد الفعل القطري على اتفاق الإمارات والبحرين مع إسرائيل على تطبيع العلاقات، قال لندركينغ: “لقد رأيتم التعليقات الرسمية حيث ركزوا على الصعوبات والتحديات للتطبيع مع إسرائيل نظرا لأوضاع الفلسطينيين”.
وأضاف: “نأمل أن يعود الفلسطينيون لطاولة المفاوضات ويروا فرص العمل معنا من أجل السلام في المنطقة”. وتابع بالقول: “نتفهم موقف قطر، وسبق أن تفاهمت مع إسرائيل وقامت بذلك لعدة سنوات”، مشيرا إلى مساعدة قطر في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
ورأى لندركينغ أنه يمكن التوصل لاتفاق بين قطر وإسرائيل، قائلا إن “القطريين يساعدون كثيرا وطوروا علاقات جيدة مع الإسرائيليين ونعتقد أن هناك الكثير الذي يمكن أن نبني عليه”، وأضاف: “كل بلد يتحرك بسرعة معينة بناء على معاييره ونحن متحمسون لحصول ذلك قريبا وليس بعيدا”.
وعن جهود حل أزمة قطع العلاقات مع قطر من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، قال لندركينغ: “نحن نعمل على حل المشكلة منذ يونيو 2017 والمفاوضات مستمرة… ومؤخرا كنا مهتمين جدا بفتح المجال الجوي بينهم للطائرات حتى لا تطير فوق إيران، لأننا لا تريد أن تذهب الأموال للخزينة الإيرانية”.
وأضاف: “مستمرون بعملنا لإصلاح الخلافات بفاعلية… وإذا كان من الممكن للبلدان تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، يمكنهم تطبيع العلاقات مع بعضهم”، وتابع بالقول: “لن نتمكن من فرض حل، ولكن نريد منهم التوصل إلى توافق… وممتنون جدا للدور الكويتي في الوساطة ويجب أن يجلسوا سويا ويتحدثوا سويا”.
ورأى لندركينغ أنه يمكن حل أزمة قطر على مراحل، قائلا: “نحن نهتم بالحل المرحلي وكنا نحاول الوصول إلى حل مرحلي ثم حل شامل”، وأضاف: “نحن مهتمون بالتجارة بين دول الخليج وفتح المجال الجوي والمعابر التجارية بينهم”.
وتابع بالقول: “لا نظن أن جميع الفرقاء قد يجلسوا على طاولة المفاوضات في الوقت نفسه… ولكن يمكن أن تجلس بعض البلدان أولا ثم تجلس جميع البلدان”.
وردا على سؤال حول موقف تركيا من تطبيع الإمارات والبحرين مع إسرائيل وما إذا كانت تضغط على قطر لرفض التطبيع، قال لندركينغ إن “تركيا حليف مهم لنا رغم أنهم يعارضون التطبيع مع إسرائيل، ونظن أن ذلك موقف خطأ، لأن ذلك سيحسن المنطقة وسيحل بعض الخلافات القديمة ويسمح بالعمل معا لمواجهة التحديات”.
وأضاف: “ليس لدي معلومات عن ضغط تركي على قطر، نعلم أن لديهم علاقات جيدة”، وتابع بالقول: “نظن أنه في النهاية سيحدث اتفاق أكبر بين قطر وإسرائيل”.