قال الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد، يوم الاثنين، إن العراق جاد في مكافحة الفساد، وأن العلاقات مع دول الجوار مصدر قوة للعراقيين، وفيما عبر عن تفاؤل كبير في المجالات الاقتصادية والسياسية، أكد استعداد بغداد للاستمرار في وساطتها بين السعودية وإيران.
حديث رشيد جاء في مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية .
وأوضح انه “بعد نحو 20 سنة على الاطاحة بصدام حسين نأمل ان تكون صورة العراق امام العالم بانه بلد سلام وديمقراطية ويعتزم بناء حياته الاقتصادية وان له حكومة تخدم البلد والمنطقة، مشيرا الى انه “بعدما تغلب على المصاعب التي واجهته خلال العقدين الماضيين، صار اكثر استعدادا من اجل التركيز على تحسين الحياة اليومية لمواطنيه”.
ولفت رشيد الى ان “من هذه المصاعب سنوات من المقاومة ضد القوات الاجنبية، والعنف بين السنة والشيعة، وهجمات تنظيم داعش الذي سيطر على مناطق واسعة من البلاد”.
ويقول رشيد مخاطباً مراسل الوكالة الامريكية إن “السلام والامن يعمان كافة انحاء البلد، وسأكون سعيدا جدا، لو انك إذا كنت ستكتب وتؤكد على ذلك بدلا من تقديم صورة للعراق كأنه لا يزال منطقة حرب وهو الذي ما تزال وسائل اعلام عديدة تقوله”.
وبعدما اشار التقرير الى ضعف البنية التحتية في العراق وسوء الخدمة الكهربائية وتعثر خطط النقل العام بالرغم من ثروته النفطية، نقل عن الرئيس العراقي قوله إن “هذا سببه الاضرار الناجمة عن “الصراعات والارهاب، ونتيجة لعدد من السنوات التي عاشها في حالة حرب”.
وبين رشيد الذي كان يتحدث في مقره الرئاسي في قصر صدام السابق، ان معظم العراقيين يعتقدون أن غزو الولايات المتحدة وحلفائها للعراق تحت حكم صدام، كان ضروريا بسبب وحشية الديكتاتور السابق، موضحا أن غالبية العراقيين “بما في ذلك جميع شرائح المجتمع، الكورد والسنة والمسيحيين والشيعة، كانوا جميعا ضد صدام، يشعرون بالتقدير ان الولايات المتحدة وحلفائها جاءوا من اجل انقاذ العراق”.
الا ان رشيد استدرك قائلا انه “من الواضح ان بعض الامور لم تجر كما كنا نأمل. لم يتوقع أحد داعش ولا تفجيرات السيارات المفخخة. وكان ينبغي ان تكون هناك سيطرة منذ البداية. وكان يجب ان تتم دراسة وتخطيط الموضوع منذ البداية. واعتقد ان الاسطورة كان مفادها انه بمجرد ازاحة صدام، فان العراق سيصبح جنة”.
ومع ذلك، فان رشيد برغم اشارته الى ان الواقع اظهر انه أكثر صعوبة، الا انه قال ان ذلك لم يضعف التزام العراق بالديمقراطية، اوضح انه “حتى لو كانت لديك صراعات واذا كانت لدينا جدل، فمن الافضل أن تتمتع بالحرية والديمقراطية بدلا من الديكتاتورية”.
وفي حين اقر رشيد بانه لا تزال هناك نزاعات، الا انه حث العراقيين، وخاصة الشباب، على التمتع بالصبر اون يؤمنوا بالمستقبل، قائلا انه “ليس لدينا خيار سوى العيش معا، وان نسمح باجراء انتخاباتنا الديمقراطية لكي تمثل قيمنا.”
ونقل التقرير عن رشيد قوله إن تحسين العلاقات مع الجيران بما في ذلك ايران وسوريا والكويت والسعودية وتركيا والاردن، هو مصدر قوة للعراق. وتباهى رشيد وهو يشير الى ان العراق استضاف اجتماعا للبرلمانيين العرب يوم السبت الماضي.
كما اعرب الرئيس العراقي عن استعداد بغداد للاستمرار في العمل كوسيط في المحادثات المتوقفة حاليا بين ايران والسعودية.
الى ذلك، تعهد رشيد باتخاذ موقف قوي من الفساد. وقال “اعترف باننا عانينا وما زلنا نواجه بعض المشاكل مع الفساد، لكن الحكومة جادة للغاية (بمحاربته)”.
واضاف ان الحكومة والبنك المركزي يتخذان إجراءات بهدف تنظيم التحويلات الى خارج البلاد والتصدي لتبييض الاموال. وحول الجوانب الاقتصادية الاخرى، قال رشيد ان العراق يركز على اعادة بناء الصناعة والزراعة التي تضررت بعد سنوات من الصراعات، كما يحاول تطوير احتياطاته من الغاز الطبيعي حتى لا يظل معتمدا على شراء الغاز من الدول المجاورة.
وبرغم انخفاض قيمة الدينار خلال الشهور الماضية، الا ان رشيد قال الافاق التي امام العراق، جيدة، لان اقتصاده مدعوم بإنتاج النفط وارتفاع اسعار النفط العالمية. واوضح الرئيس العراقي ان “العراق اقتصاديا في وضع سليم وهو ربما يكون احد دول العالم التي (ليس لديها) عجز في ميزانيتها”.