أعربت الولايات المتحدة الأمريكية، الاثنين، عن إدانتها لاستخدام الصين لأجهزة الليزر ضد طاقم سفينة تابعة لخفر السواحل الفلبينية في بحر الصين الجنوبي، وأكدت أنها “تقف إلى جانب حلفائنا الفلبينيين”.
وكان خفر السواحل الفلبيني اتهم، في وقت سابق من يوم الاثنين، سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني بتوجيه ليزر “عسكري” إلى بعض أفراد طاقمها، مما أدى إلى إصابتهم بالعمى مؤقتا على متن سفينة في المياه المتنازع عليها بجنوب الصين الأسبوع الماضي.
وفي المقابل، قالت وزارة الخارجية الصينية إن السفينة الفلبينية “اخترقت مياه ريناي ريف دون إذن من الجانب الصيني”.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ وين بين: “دافعت سفينتنا عن سيادة الصين والنظام البحري وفقا للقانون الصيني والقانون الدولي”، دون أن يحدد الإجراء الذي اتخذه الجانب الصيني.
وتدعي الصين “سيادة لا جدال فيها” على كل ما يقرب من 1.3 مليون ميل مربع بحر الصين الجنوبي، وكذلك معظم الجزر داخلها، مثل جزر سبراتلي، وهي أرخبيل يتكون من 100 جزيرة صغيرة وشعاب مرجانية تطالب بها الفلبين وماليزيا وبروناي وتايوان.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إنه “يدين استخدام الصين لأجهزة الليزر ضد طاقم سفينة تابعة لخفر السواحل الفلبينية في يوم 6 فبراير/ شباط الجاري، ببحر الصين الجنوبي”، وأكد أن بلاده “تقف إلى جانب الحلفاء بالفلبين”.
وأضاف برايس، في بيان: “سلوك الصين كان استفزازيا وغير آمن، مما أدى إلى أفراد طاقم السفينة بالعمى المؤقت”.
وتابع: أن “السلوك الخطير للصين يهدد بشكل مباشر السلام والاستقرار الإقليميين، وينتهك حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي كما يكفلها القانون الدولي، ويقوض النظام الدولي”.
وذكر أن واشنطن “تعيد التأكيد على أن الهجوم المسلح على القوات المسلحة الفلبينية أو السفن العامة أو الطائرات، بما في ذلك تلك التابعة لخفر السواحل في بحر الصين الجنوبي، من شأنه أن يستدعي تبادل الولايات المتحدة الالتزامات الدفاعية بموجب المادة الرابعة من معاهدة الدفاع المشترك بين الفلبين والولايات المتحدة لعام 1951”.
يذكر أن واقعة الليزر تأتي بعد أسبوع تقريبا من سفر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى الفلبين، واتفق البلدان على توسيع الوجود العسكري الأمريكي هناك.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية إن هذه الخطوة “أدت إلى تصعيد التوتر في المنطقة وتهدد السلام والاستقرار الإقليميين”.
وليس الولايات المتحدة أي مطالبات إقليمية في بحر الصين الجنوبي، لكن السفن العسكرية الأمريكية تعمل بشكل روتيني في الممر المائي وفقًا للقانون الدولي وحرية أعالي البحار.
وأثيرت من قبل مزاعم عن استخدام السفن الصينية الليزر ضد “السفن المعادية”.
ففي فبراير/ شباط 2022، زعمت أستراليا أن سفينة حربية تابعة للبحرية الصينية “سلطت اليزر” على طائرة استطلاع أسترالية أثناء تحليقها فوق بحر أرافورا، وفي ذلك الوقت، قالت الصين إن المزاعم الأسترالية “غير صحيحة”.
وفي مايو/ أيار 2019، قال الطيارون الأستراليون إنهم استُهدفوا عدة مرات بأشعة الليزر خلال مهمات فوق بحر الصين الجنوبي.
وفي تقرير صدر في يونيو/ حزيران 2018، قال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن هناك ما لا يقل عن 20 حادث ليزر صيني حدث في شرق المحيط الهادئ من سبتمبر/ أيلول 2017 إلى يونيو/ حزيران 2018.
في العام الماضي، دعا بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، الصين إلى “إنهاء أعمالها الاستفزازية واحترام القانون الدولي في بحر الصين الجنوبي”.