قفز معدل التضخم السنوي في مصر إلى 25.8% خلال شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، وهو أعلى معدل مستوى سجله منذ شهر ديسمبر/ كانون الأول عام 2017، متأثرا بتداعيات موجة التضخم العالمية، وتراجع الجنيه أمام الدولار بنسبة تقترب من 100% خلال عام، وتسببت الزيادة الكبيرة في أسعار السلع من خضروات ولحوم في انخفاض حركة المبيعات بشكل لافت، وفقا لمواطنين.
وبحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفع الرقم القياسي لأسعار المستهلكين بنسبة 4.9% خلال يناير مقارنة بديسمبر 2022، وبلغ معدل التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية 26.5% خلال أول شهر من العام الحالي.
فيما اشتكى محمد بائع خضار بإحدى مناطق القاهرة الكبرى، من تأثير ارتفاع الأسعار سلبا على المبيعات، والتي تقتصر فقط على أول 4 أيام من بعد الحصول على الراتب الشهري، قائلا إن المواطنين مغلوبين على أمرهم، بداية من يوم 10 في الشهر يتوقف البيع، والذي يقتصر على أول 4 أيام في الشهر وبعدها يشهد السوق حالة من الركود في البيع.
وأضاف، في تصريحات خاصة : “حتى لو انخفضت الأسعار، فإن انخفاض دخول المواطنين تؤثر على حركة البيع والشراء في السوق”.
وأقرت الحكومة المصرية، منذ شهور قليلة، حزمة من المساعدات الأجنبية كلفت الموازنة 130 مليار جنيه (4.3 مليار دولار) شملت صرف مساعدات استثنائية لـ9.1 مليون أسرة من الفئات الأولى بالرعاية لمدة 6 شهور إلى جانب تحسين هيكل الأجور والمعاشات، كما وزع تحالف من منظمات وجمعيات خيرية 25 مليون كرتونة على الأسر الأكثر احتياجا.
وبالنسبة لأسعار الخضروات، يرى أن الأسعار في الوقت الحالي جيدة باستثناء أصناف معينة مثل البصل والبسلة، بخلاف ذلك فإن أسعار باقي الأصناف الأكثر طلبًا مثل الطماطم، والبطاطس، والكوسة تباع بسعر جيد، فيما ارتفعت أسعار اللحوم والدواجن بشكل كبير، وبلغ سعر كيلو الفراخ البيضاء 80 جنيها (2.62 دولار).
ووفقا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، زادت مجموعة اللحوم والدواجن بنسبة 20.6% خلال يناير، وبلغ سعر كيلو اللحوم أكثر من 200 جنيها (6.56 دولار)، وفقا لأسعار اتحاد الغرف التجارية.
أما الشاب أحمد، والذي أتى من إحدى محافظات الصعيد لبيع الموز على سيارة متحركة، فقد اشتكى من ارتفاع أسعار السلع الأساسية، قائلا إن أسعار الزيت ارتفعت بشكل كبير، وبلغت العبوة لتر واحد 55 جنيها (1.8 دولار)، فيما بلغ سعر كيلو الأرز 25 جنيها (0.82 دولار)، والسكر بلغ 27 جنيها (0.89 دولار)، مرجعا أسباب هذه الزيادة بسبب جشع التجار.
وقال : “أستيقظ للعمل منذ الساعة السادسة صباحا، وأعمل حتى بعد صلاة العشاء للحصول على دخل يكفي احتياجاتي”.
وأشار إلى أن ارتفاع أسعار الفاكهة أثر على انخفاض المبيعات، وكذلك أثر على عدد الأصناف وحجم البضاعة التي يستطيع شرائها لبيعها للمواطنين، قائلا: “كنا نشتري الفاكهة بأسعار رخيصة ونبيعها بسعر في المتناول، أما الآن تباع بأسعار مرتفعة مما أثر على إحجام المواطنين عن شرائها، كما أثر ارتفاع السعر على عدد الأصناف التي يبيعها، إذ اكتفى ببيع الموز فقط والذي بلغ سعره 15 جنيها (0.49 دولار) للكيلو بدلا من بيعه مع البرتقال والتفاح”.
وذكر أن ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، دفعه للإحجام عن شرائها، والاكتفاء بتناول الجبن، والإحجام عن الشراء من المحلات التي ترفع الأسعار.
ونفس الأمر أكدته بائعة خضار في إحدى المناطق الشعبية، أن أسعار الخضروات ارتفعت بشكل كبير خلال الفترة الماضية، مشيرة للخضار التي تبيعها، إذ وصل سعر حزمة الجرجير جنيهين (0.066 دولار)، والبصل بلغت 5 جنيهات (0.16 دولار)، وبلغت سعر الخس الواحدة 5 جنيهات (0.16 دولار)، متمنية عودة انخفاض الأسعار حتى تتحسن المبيعات، والتي تراجعت بشكل كبير عقب ارتفاع الأسعار.
وقالت : “الحال متوقف وحركة البيع قليلة جدا، أبيع بـ20 جنيها (0.66 دولار) فقط يوميا لإطعام أولادي”.
ولفتت إلى ارتفاع أسعار الدواجن بشكل كبير، اضطرها لشراء أرجل دجاج لإطعام أولادها، والتي بلغت سعر الكيلو منها 30 جنيها (0.98 دولار)، وكذلك للعمل في أكثر من مهنة مثل تنظيف المنازل، وبيع الخضار يوم الجمعة حتى تكفي احتياجات أسرتها المكونة من 3 أطفال إضافة إلى زوجها، وسداد قيمة الإيجار الشهري للمنزل والذي بلغ 1300 جنيها (42.62 دولار) بخلاف رسوم المياه والكهرباء.
وفي إحدى المناطق الشعبية، قال أحد سائقي التوك توك ، إنه يعمل موظفا بإحدى الشركات في الصباح، ويعمل بعد انتهاء ساعات عمله سائق توك توك؛ لتحسين مستوى دخله، في ظل ارتفاع أسعار السلع الأساسية مثل الزيت الذي وصل سعره أكثر من 40 جنيها (1.31 دولا)، والأرز والمكرونة 20 جنيها (0.66 دولار) للكيلو، وأضاف أن ارتفاع الأسعار دفع لوجود خلافات مع المواطنين حول سعر الأجرة.