قال نايف بن بندر السديري، السفير السعودي لدى الأردن، إن دعم بلاده لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، مستمر إلى حين الوصول لحل سياسي عادل وشامل للقضية الفلسطينية، فيما أكد أن المملكة “لا تخلط الأوراق” في مواقفها السياسية.
وجاءت تصريحات الدبلوماسي السعودي، خلال مؤتمر صحفي عُقد في مقر السفارة في العاصمة الأردنية عمّان صباح الأحد، للإعلان عن تقديم المملكة دعمًا ماليًا للأونروا بقيمة 27 مليون دولار أمريكي، ضمن ما يزيد عن مليار دولار قدمتها المملكة منذ العام 1999 للوكالة.
حضر المؤتمر المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون اللاجئين، أحمد أبو هولي.
ويأتي تقديم الدعم للوكالة، وفقا للسديري، لدعم عمليات الأونروا في المنطقة بتوجيه من الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لتمكين الأونروا من الوفاء بالتزاماتها المالية وتحسين الخدمات المعيشية والتعليمية والعلاجية للاجئين الفلسطينيين، إضافة إلى ما تقدمه من مساعدات للشعب الفلسطيني عبر القنوات الرسمية المعتمدة، في “ظل التحديات المالية غير المسبوقة بسبب تفشي جائحة كورونا، إضافة إلى التحديات المتمثلة في تكرار الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة وعلى الشعب الفلسطيني في كافة الأراضي الفلسطينية”.
وأكد السديري ضرورة الالتزام بالسلام كخيار استراتيجي، قائلا: “إن أمن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها يتطلب الإسراع في إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما تدين المملكة جميع الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين وتدعو لوقفها الفوري والكامل”.
وكشف السفير السعودي لدى الأردن عن دعم إجمالي قدمته السعودية للسلطة الوطنية الفلسطينية والدعم المباشر للقطاعات الحيوية المختلفة تعدى 5.2 مليار دولار أمريكي، حسب قوله.
وفي رده على تساؤلات صحفية فيما إذا كانت الظروف السياسية في المنطقة قد تؤثر على حجم الدعم السعودي للوكالة، قال السديري إن السعودية “لا تخلط الأوراق في سياساتها”، مستشهدا بقرار منظمة “أوبك بلس” خفض إنتاجها من النفط.
وأوضح أن قرارات أوبك حاول البعض تسييسها، مؤكدًا أنها قرارات اقتصادية بحتة ولا تمس أي دولة حتى الولايات المتحدة. وأكد استمرار السعودية في تقديم الدعم الإنساني إلى الفلسطينيين، لافتا أن هناك تنسيقًا يوميًا مع الأردن بشأن القضية الفلسطينية.
من جهته، قال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني، إن التبرع السخي من السعودية بقيمة 27 مليون دولار لدعم برامج الوكالة وعملياتها في المنطقة، يعكس الالتزام المتجدد تجاه الأونروا وسخاء المملكة طويل الأمد تجاه لاجئي فلسطين وتضامنها معهم.
وأضاف: “سيمكن هذا التبرع غير المقيّد الأونروا من مواصلة تنفيذ برامجها المختلفة، بما في ذلك في مجالي التعليم والصحة ومن مساعدة لاجئي فلسطين الأشد عرضة للمخاطر في الضفة الغربية، التي تشمل القدس الشرقية، وغزة والأردن ولبنان وسوريا”.
ودعت الأردن والسويد في نيويورك الشهر الماضي، إلى اجتماع على مستوى وزراء الخارجية على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة أزمة الأونروا المالية، خرجت به بدعم سياسي لافت، دون ضمانات لدعم مالي كاف مستدام وفق تصريحات سابقة للمفوض لازاريني، وسط تسجيل العام 2021 المساهمة الأقل من دول عربية على الإطلاق في دعم الأونروا.
وعن خطط الأونروا تجاه ضمان دعم مستدام في ظل ما سبق، قال إن الأبعاد السياسية للاجتماع كانت غاية في الأهمية للتأكيد على التمسك بالوكالة وأنه لا بديل عنها، مؤكدا الاستمرار في حشد الدعم للحصول على دعم مستدام رغم كل الظروف.
من جهته، قال أبو هولي، في تصريحات خلال المؤتمر الصحفي، إن التدخّل السعودي بتقديم هذا الدعم “يحمل العديد من الرسائل السياسية، وتأكيد على التمسك بالأونروا في رعاية مجتمع اللاجئين الفلسطينيين، وأنه لن يكون هناك بديل عنها، وصولا إلى الحل السياسي.
وقال أبو هولي تعليقا على نتائج اجتماع نيويورك، إن هناك دولا عربية أوقفت دعمها ولم يقتصر الأمر على خفضه، وأضاف: “أدعو من هذا المنبر هذه الدول، خاصة العربية منها إلى زيادة دعمها وإعادته”، وشدد على أن أهمية الاجتماع السياسية تتجلى في رفض الدول المضيفة عن بديل للأونروا.
ودعا أبو هولي المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتهما والتحرك السريع لحماية الوكالة باعتبارها مؤسسة أممية، وإنقاذ وضعها المالي قبل فوات الأوان.