إيران تخلت عن “خط أحمر” خلال مفاوضات إحياء الاتفاق النووي

كشف مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية ، أن إيران تخلت رسميا عن “خط أحمر” رئيسي كان يمثل نقطة شائكة أساسية في الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.

وقال المسؤول إن إيران لم تطالب في ردها الذي أرسلته، يوم الاثنين، على اقترح الاتحاد الأوروبي بشأن إحياء الاتفاق النووي، والذي وصفه الاتحاد بأنه “مسودة نهائية”، بإزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة وزارة الخارجية الأمريكية للمنظمات الإرهابية.

وأضاف المسؤول، “النسخة الحالية من النص، وما يطالبون به، تسقطه”، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة رفضت الطلب مرارا وتكرارا “لذا إذا كنا أقرب إلى الاتفاق، فهذا هو السبب”.

وذكر المسؤول أن الإيرانيين أسقطوا أيضا مطالب تتعلق بشطب العديد من الشركات المرتبطة بالحرس الثوري، وأضاف أن “الرئيس (الأمريكي جو بايدن) كان حازما وثابتا على أنه لن يزيل التصنيف الإرهابي عن الحرس الثوري الإيراني”، لكن المسؤول قال إنه في حين أن التوصل إلى اتفاق الآن “أقرب مما كان عليه قبل أسبوعين، فإن النتيجة لا تزال غير مؤكدة حيث لا تزال هناك بعض الفجوات، وسيوافق الرئيس بايدن فقط على اتفاق يلبي مصالح أمننا القومي”.

وقال مسؤول كبير آخر في الإدارة الأمريكية إن “التقدم من هذه النقطة فصاعدا قد يكون بطيئا، ولكن يبدو أن هناك زخما أكبر الآن مما كان عليه في العام الماضي”.

وأصر بايدن، منذ شهور، على عدم إزالة تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية من أجل إحياء الاتفاق النووي، المعروف باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة”.

وقال الرئيس الأمريكي، عندما سُئل في يوليو/ تموز، في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية، عما إذا كان لا يزال ملتزما بإبقاء الحرس الثوري الإيراني بقائمة المنظمات الإرهابية، حتى لو كان ذلك يعني “قتل الاتفاق نهائيا”، فأجاب بايدن: “نعم”.

ويعد هذا من واحدا من العديد من قرارات السياسة الخارجية التي اتخذها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والتي أكدها بايدن، حيث أن إدارة ترامب صنفت الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية في عام 2019 كجزء من “حملة الضغط القصوى” التي فرضتها بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018.

وواصلت إدارة بايدن أيضًا فرض عقوبات جديدة على إيران مع استمرار المحادثات بشأن الاتفاق النووي.

وبينما تشعر الولايات المتحدة أنه قد تمت إزالة عقبة رئيسية واحدة، لا تزال هناك بعض النقاط الشائكة الأخرى، والتي تشمل رغبة طهران في ضمان تعويضها إذا انسحب رئيس أمريكي مستقبلي من الاتفاق النووي، ومطالبتها بإغلاق تحقيق أجرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ 3 سنوات بشأن برنامجها النووي.

وقال مسؤولون، إن موقف إدارة بايدن بشأن هذه القضايا لم يتغير، وأضاف المسؤولون أنه لا يزال يتعين على إيران أن تشرح للوكالة الدولية للطاقة الذرية سبب العثور على مواد نووية غير معلنة – آثار يورانيوم – في مواقع في عام 2019.

وتابع المسؤولون أن الولايات المتحدة أوضحت أيضا لإيران أنها لا تستطيع إلزام الإدارات المستقبلية بالاتفاق، ولا تعد بتقديم تعويض في حالة انسحاب رئيس أمريكي.

وفي هذه الأثناء، تظل معارضة الجمهوريين في الولايات المتحدة للاتفاق قوية، حتى لو لم يكن شطب الحرس الثوري الإيراني جزءًا من الاتفاق، ونمت تلك المعارضة في الأسابيع الأخيرة فقط مع توجيه وزارة العدل لاتهامات ضد إيراني تآمر لاغتيال مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، والهجوم على الكاتب سلمان رشدي الذي أشاد به المسؤولون الإيرانيون.

كما أصر الجمهوريون على أنهم سيحاولون منع أي تخفيف للعقوبات قد تحصل عليه إيران للعودة إلى “خطة العمل الشاملة المشتركة”.

وقال السيناتور الجمهوري تيد كروز:”اتفاقهم يفكك العقوبات المفروضة على الاقتصاد الإيراني ويغرق النظام بمئات المليارات من الدولارات، حتى في الوقت الذي تحاول فيه إيران مطاردة وقتل المسؤولين والمعارضين الأمريكيين السابقين على الأراضي الأمريكية”، وأضاف كروز أنه “ملتزم بعرقلة هذا الاتفاق الكارثي”.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن الولايات المتحدة تنقل ردود الفعل الخاصة إلى الأوروبيين، وذكر مسؤول آخر في الإدارة أن واشنطن لم ترد رسميا بعد على مسودات الاتحاد الأوروبي وإيران.

وقال أحد كبار مسؤولي الإدارة: “كما نفعل في إدارة بايدن، فإننا نقوم بواجبنا ونتشاور مع خبرائنا وعندما يكون لدينا رد جاهز، سنرسله”.

عن sherin

شاهد أيضاً

بشار الأسد وأسرته في روسيا.. ما حقيقة الصورة “المُسربة” للحظة وصوله موسكو؟

 نشرت حسابات ووسائل إعلام عربية صورة منسوبة للحظة وصول الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد وعائلته …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *