وكالة قدرة الإخبارية قدره نيوز
وجبة واحدة من السمك أبيض اللحم تقدّم مع صلصة الزبدة، كانت كفيلة بتغيير حياة الطاهية الأمريكية الأسطورة جوليا تشايلد، والمطابخ الأمريكية على حدّ سواء.
وكانت تشايلد قد قامت بزيارة الأراضي الفرنسية عام 1948، للمرة الأولى. وكانت في أواخر الثلاثينيات من عمرها ولم تكن ملّمة بالطبخ في ذلك الوقت.
وتناولت تشايلد وزوجها بول وجبة الغداء في مطعم “La Couronne” (التاج) في مدينة روان، عاصمة المنطقة الشمالية من مقاطعة النورماندي الفرنسية، حيث طلب بول المحار وسلطة خضراء. والتهمت تشايلد طبقها، واصفة إياه بـ”المتقن”.
وافتتح أليكس برودوم، حفيد تشايلد وكاتب مذكراتها، “My Life in France” (حياتي في فرنسا) الكتاب بهذا المشهد الشهير راهنًا.
وأوضح لـCNN: “تصف جوليا إحساس تناولها أول قضمة لها من الطعام الفرنسي الحقيقي ووقوعها بحبه منذ اللحظة الأولى، من دون أن تدرك أنها الوجبة التي غيرت حياتها”، إذ قالت إنّ ما تناولته في ذلك اليوم كان قريبًا جدًا من طبق اللحم والبطاطس الذي نشأت تتناوله في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.
وتستذكر تشايلد في لقطات من الأرشيف استُخدمت في الفيلم الوثائقي الجديد “جوليا” ضمن سلسلة أفلام CNN الذي عُرض للمرة الأولى الإثنين 30 مايو/ أيار لحظة تذوقها للطعام الفرنسي قائلة: “لقد كان أول طعام فرنسي لي، ولم أتخطّ مذاقه أبدًا”.
وألهمت وجبة الغداء هذه تشايلد لتكريس حياتها لتعلّم وتعليم العالم عجائب المطبخ الفرنسي.
وعن لقمتها الأولى، قالت تشايلد: “لقد أدركت أنّ هذا ما كنت أبحث عنه طوال حياتي. مذاق واحد من هذا الطعام ساعدني منذ ذلك الوقت على تحقيق نجاح مستمر”.
وأمضت تشايلد السنوات التالية من حياتها في العاصمة الفرنسية باريس، حيث درست في مدرسة الطبخ “Le Cordon Bleu”، وعملت على وضع كتاب طبخ عنوانه “إتقان فن الطبخ الفرنسي”.
وأشار برودوم إلى أنّ “جوليا قالت إنها وزوجها بول كانا يستمتعان كثيرًا لدرجة أنهما بالكاد تمكنا من التقاط أنفاسهما”. لافتًا إلى أنها “اختبرت حياة صحية مليئة بالطاقة”.
ما هي هذه الوجبة التي بدّلت حياتها وما سرّها؟
وقد يبدو طبق “Sole meunière” (سمك موسى بالزبدة والليمون)، بسيطًا، لكنه في الواقع يحتاج إلى مهارة وتقنية عالية خلال الإعداد.
ويُرشّ قليل من الملح والفلفل والدقيق على سمك موسى، ثم يُقلى في مقلاة ساخنة توضع فيها الزبدة حتى يصبح السمك مقرمشًا وذهبيًا. ويقدم مع زبدة بنية اللون تعرف بزبدة البندق (beurre noisette)، يضاف إليها القليل من الليمون، ورشة بقدونس طازج يقرمش عند إضافة الصلصة الساخنة إليه. وإسوة بتشايلد، يحب برودوم إضافة نبات القبار.
ووصف برودوم الطبق بأنه “سحري”، لافتًا إلى أن “الناس تعتقد اليوم، أن هذا الطبق يحتوي على كثير من السعرات الحرارية، لكن في الحقيقة، الأمر يتعلق بالنكهة. إنه خفيف جدًا، ودقيق، ورائع”.
واقترح سلطة خضراء كطبق جانبي مع صلصة خل منعشة، وخبز باغيت بالزبدة، وكأسًا من النبيذ الأبيض يلائم طعم السمك. وكانت تشايلد تنهي وجبتها بقطعة من حلوى الشوكولاتة أو موس الشوكولاتة.
وبصفتها طاهية تلفزيونية أسطورية، أرادت تشايلد مشاركة العالم شغفها بالطهي. وكانت تقول إن لا أحد يولد طبّاخًا، إنها مهارة يجب أن يتعلمها المرء، مثل ركوب الدراجة.
ووصفها برودوم بأنها “كانت أكثر من مجرد طاهية وفنانة كوميدية”، مضيفًا: “لقد كانت ثورية حقًا. إذ غيرت الطريقة التي يفكر بها الأمريكيون بالطعام عمومًا، الأكل والطبخ، ونقلتها إلى الجماهير بطريقة جديدة”.
وكانت نصيحة تشايلد للطهاة العمل الجاد، والمجازفة، وقبل أي شيء الاستمتاع. الدروس التي تنطبق على الطهي، تسري أيضًا على إعداد وصفة مدهشة للحياة.
طبق موسى بالزبدة والحامض
وقد يصعب العثور على أسماك موسى، المتواجدة في القناة الإنجليزية وأماكن أخرى. ويمكنك العثور على أسماك موسى المستوردة في متاجر الأسماك. والخيارات الجيدة بشكل خاص هي سمك موسى الرمادي، وسمك موسى الليموني، والسمك المفلطح الشتوي، والسمك المفلطح الأصفر الذيل على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وسمك موسى بتريل، وسمك موسى ريكس، وسمك موسى الصخري على الساحل الغربي.
ويمكن أيضًا قلي أسماك فيليه صغيرة تزن كل منها بين 4 و6 أونصات، من الأسماك المستديرة مثل السلمون، والنهاش، والسمك الأزرق. كما يمكن لأسماك السلمون المرقط الصغير الكامل أن تكون خيارًا آخر. وتُقلى الأسماك لمدة دقيقة أو دقيقتين فقط على كل جانب، حتى يقرمش الجلد، ويصبح ناضجًا من داخله، ومن ثم تُقلب الشرائح بعناية كي لا تتفتت.
