أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أن بلاده لا تسعى إلى أن تكون مثل دبي أو أمريكا بل تحاول أن تبني نموذجا فريدا لنفسها، مؤكدا في الوقت نفسه على ضرورة الحفاظ على الأسس التي بُنيت عليها الدولة السعودية، وذلك في حوار مع مجلة “The Atlantic”، نطرح المحاور المتعلقة بالداخل السعودي فيه.
التصريحات الموجودة في هذا المقال نُقلت عن وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
النموذج السعودي ورؤية 2030
قال ولي العهد السعودي عند تشبيه بلاده بدبي وأمريكا: ” إننا لا نحاول أن نكون مثل دبي أو أمريكا، بل نسعى إلى أن نتطور بناءً على ما لدينا من مقومات اقتصادية وثقافية وقبل ذلك الشعب السعودي وتاريخنا، نحن نحاول أن نتطور بهذه الطريقة”، حسب قوله.
وشدد الأمير محمد بن سلمان على أن المشاريع التي نُفذت في المملكة لا يمكن أن تكون “منسوخة” بل “فريدة” من نوعها على مستوى العالم.
تأثير التطور على “الهوية الإسلامية”
وعند سؤاله عما إذا كان من الممكن تحديث السعودية إلى درجة إضعاف هويتها الإسلامية، قال ولي العهد السعودي: “دولتنا قائمة على الإسلام، وعلى الثقافة القبلية، وثقافة المنطقة، وثقافة البلدة، والثقافة العربية، والثقافة السعودية، وعلى معتقداتها، وهذه هي روحنا، وإذا تخلصنا منها، فإن هذا الأمر يعني أن البلد سينهار”، حسب قوله.
ورفض الأمير محمد بن سلمان مصطلح “الإسلام المعتدل” مشيرا إلى أنه يجعل المتطرفين والإرهابيين سعداء وتمنحهم مدخلا لاتهام الدولة السعودية بـ”تغيير الإسلام”، مشددا على أن الحقيقة هي أن المملكة ترجع إلى “تعاليم الإسلام الحقيقية” التي خلقت مجتمعات منفتحة ومسالمة يعيش فيها المسيحي واليهودي والمسلم وأضاف قائلا: “نحن راجعون إلى الجذور”، حسب تعبيره.
جماعة الإخوان المسلمين
وبشأن دور الجماعة بنشر التطرف، قال ولي العهد السعودي: ” تلعب جماعة الإخوان المسلمين دورا كبيرا وضخما في خلق كل هذا التطرف، وبعضهم يُعد كجسر يؤدي بك إلى التطرف، وعندما تتحدث إليهم لا يبدون وكأنهم متطرفون، ولكنهم يأخذونك إلى التطرف”.
ولفت الأمير محمد بن سلمان إلى أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب ليس رسولا بل “داعية فقط” ، واضاف قائلا: ” ولكنني واثق لو أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب، والشيخ عبدالعزيز بن باز، ومشايخ آخرين موجودون الآن، فسيكونون من أول الناس المحاربين لهذه الجماعات المتطرفة الإرهابية”، حسب تعبيره.
الديمقراطية السعودية
وعن النظام الحاكم في السعودية وتطبيق الديمقراطية بوتيرة سريعة، قال الأمير محمد بن سلمان: “إنني أقول إنني لا أستطيع تغيير السعودية من ملكية إلى نظام مختلف، وذلك لأن الأمر مرتبط بملكية قائمة منذ ثلاث مئة سنة، وقد عاشت هذه الأنظمة القبلية والحضرية التي يصل عددها إلى 1000 بهذا الأسلوب طيلة السنوات الماضية، وكانوا جزءًا من استمرار السعودية دولة ملكية.
من بين أفراد العائلة المالكة، هنالك أكثر من خمسة آلاف فرد من عائلة آل سعود”، حسب قوله.
وتابع: “وأعضاء هيئة البيعة اختاروني لكي أحمي المصالح الخاصة بالملكية، وتغيير هذا الأمر يعد خيانة لأفراد عائلة آل سعود، وكذلك خيانة للقبائل والمراكز والهجر وانقلابًا عليهم، وكل هذه المكونات تساعد على إحداث تغيير في السعودية، ولهذا فإنني لا أعتقد أنهم هم من يتسببون في إبطاء وتيرة التغيير، بل هم الأدوات التي تساعدني على القيام بالمزيد”، حسب قوله.
القصاص والإعدام
أكد ولي العهد السعودي أنه لا يستطيع تغيير الواقع الخاص بتطبيق أحكام الإعادم على شخص يقتل آخر دون ان تتنازل عائلة الضحية عن حقها بسبب وجود نص قرآني حول هذا الأمر، وأردف قائلا: “بغض النظر عمَّا إذا كنت أحب ذلك أم لا، فليس لدي القدرة على تغييره”، حسب قوله.
الموسيقى ورجال الدين “الضرورات تبيح المحظورات”
وقال ولي العهد السعودي عند سؤاله عما إذا كان رجال الدين يمانعون وجود الموسيقى في السعودية: “نعم، يفعلون ذلك، ويجادلون ونحن نجادلهم بدورنا، ومرةً أخرى، نرجع إلى التعاليم الإسلامية، وبالتالي تعد الموسيقى أمرًا ذا خِلاف في الإسلام، وليست أمرًا متفّقًا عليه في الإسلام مع عِلمهم بذلك، وإذا كان متفّقا عليها عند المسلمين، فلدينا أمور في تعاليم الرسول تقول: إن الضرورات تبيح المحظورات”.
وأوضح الأمير محمد بن سلمان قائلا: ” نعم، فإذا كنت سأخفِّض معدَّل البطالة، وكانت السياحة ستوفر مليون وظيفة في السعودية، وإذا كنت قادرًا على جعل ثلاثين مليار دولار لا تُصرف خارج السعودية، ويبقى معظمها في السعودية؛ كي لا يسافر السعوديون بنفس قدر سفرهم الآن، فيجب عليَّ فعل ذلك، حيث إنهم سيقومون بالسياحة خارج السعودية على أية حال، ولذلك لدينا أمرٌ ثالث نقوله: اختر الضرر الأصغر بدلًا من الضرر الأكبر”، حسب قوله.