خديعة وغش، هكذا
لخص تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ ما تعرضت له السعودية وروسيا بمساعي تخفيض إنتاج النفط
من أجل ضبط الأسعار في السوق العالمية.
وأشار التقرير
صراحة إلى ما أسماهم بوزراء “بينوكيو” في إشارة إلى الشخصية الكرتونية التي
اشتهرت بأن أنفها يطول إذا تحدثت بالكذب، ولكن ما علاقة هذه الشخصية الكرتونية بسوق
النفط؟.
الإجابة ببساطة
بأن وزراء النفط ممثلو دول في أوبك، رغم موافقتهم ودعمهم لتخفيض الإنتاج إلا أنهم لم
دولهم لم تلتزم بذلك أبدا، إذ أن الصفقة كانت تسير بسلاسة حتى اكتشفت السعودية وروسيا
مدى الغش الذي قام به بعض الحلفاء، إذا أن العراق وأنغولا وكازاخستان ونيجيريا لم تضغط
لخفض إمدادات النفط بالقدر الذي وعدت به في أوبك لحماية الأسعار، وكانت بغداد أسوأهم.
يقول التقرير إن
الغش قديم قدم نظام أوبك لحصص الإنتاج، الذي يعود إلى منتصف الثمانينيات، يطلق عليها
الأكاديميون مشكلة “الراكب الحر” حيث يستفيد شخص ما من جهود الآخرين من دون
المساهمة.و في أوبك، يطلق عليها الوزراء مشكلة “بينوكيو”.
وبعيدا عما حصل
في حرب أسعار النفط، لطالما حثت السعودية بقية أعضاء أوبك على تقاسم العبء بشكل أكثر
إنصافا بخفض الإنتاج، وهو ما دعمته روسيا في وقت لاحق، وكان جليا في الاتفاق الأخير
بنهاية مايو، حيث وافق فيه أعضاء أوبك على خفض إنتاج النفط لمدة شهر.
ولكن بعد ذلك أظهرت
استطلاعات أوبك للإنتاج بأن أنغولا والعراق وكازخستان ونيجيريا لم تلتزم بما وعدت به.
هاري تشيلينغويريان،
متخصص بسوق السلع في شركة “بي إن بي باريبا إس” قال إن اتفاق خفض الإنتاج
لم يكن سيحصل من دون موافقة السعودية وروسيا معا.
روسيا كانت واضحة
في الاتفاق الأخير بأن التمديد لشهر واحد سيكون مرهونا بحجم الالتزام والامتثال، حيث
أكد وزير النفط الروسي ألكسندر نوفاك في حينها بأن السوق لا تزال هشة وتحتاج إلى توافق
والتزام من الجميع بنسبة 100 في المئة.
السعودية من جانبها
ذهبت إلى أبعد من ذلك، بأنها أصرت على ضرورة الامتثال من جهة، وأن الدول التي لم تلتزم
سابقا بخفض الإنتاج عليها التعويض عن “خطاياهم” بخفض أكبر للإنتاج في مايو
ويونيو.
وبعد مشاحنات دبلوماسية،
وافقت نيجيريا وأنغولا وكازخستان، لكن العراق كان ضد القرار، وأرسل وزير النفط بالإنابة
علي علاوي في حينها رسالة يقول فيها: إن بغداد لن تكون قادرة إلا على الوفاء بحصتها
بنهاية يوليو رافضا فكرة التعويض.
وبعد تعنت من جميع
الأطراف، أبلغت روسيا والسعودية أن اجتماع الرابع من يونيو المبكر لن يمضي قدما، وهددت
بإلغاء اجتماع 10 يونيو المخطط له أيضا.
بالنسبة للكثيرين
اعتبروا أن الأمر مجرد خدعة من قبل الرياض وموسكو اللتان لن تستطيعا الدخول في حرب
أسعار أخرى، لكن هذا الأمر دفع بمحادثات دبلوماسية في الخامس من يونيو ما دفع العراق
لإسقاط اعتراضاته، وفي اليوم التالي مباشرة دعت أوبك إلى اجتماع.
واعتبر عدد من
الأعضاء في اجتماع السادس من يونيو الافتراضي عبر الإنترنت بأن البيان الختامي، والذي
أدرج لأول مرة مفهوم التعويض، كان أشبه بتبرئة للسعودية ووزيرها عبد العزيز بن سلمان
الذي كان يضغط على زملائه من أجل وقف “الغش” بموضوع الإمدادات.
ورغم موافقة العراق
والدول الأخرى على مسألة التعويض، إلا أن السعودية وروسيا تفتقران إلى آلية تنفيذ موثوقة،
ولكن في حال عدم التزام العراق فمن المرجح أنها ستتعرض لحرب أسعار سعودية روسية من
أجل معاقبتها على عدم التزامها.
من جهة أخرى أبلغت
أربعة مصادر وكالة رويترز، أن المنتجين الخليجيين في أوبك، السعودية والكويت والإمارات،
لا يعتزمون الاستمرار في تخفيضاتهم الطوعية الإضافية على إنتاج النفط البالغة
1.180 مليون برميل يوميا بعد يونيو.
وكانت أوبك وروسيا
وحلفاء آخرون اتفقوا السبت على تمديد تخفيضات إنتاج غير مسبوقة حتى نهاية يوليو، ليطول
أجل اتفاق ساعد أسعار الخام على الارتفاع لمثليها في الشهرين الأخيرين عن طريق حجب
نحو 10 بالمئة من المعروض العالمي عن السوق.
وارتفع النفط الاثنين
بعد أن اتفق كبار المنتجين على تمديد اتفاق خفض إنتاجي غير مسبوق ومع بلوغ واردات الصين
من الخام أعلى مستوياتها على الإطلاق في مايو.
وارتفع خام برنت
51 سنتا بما يعادل 1.2 بالمئة ليصل إلى 42.81 دولار للبرميل، في حين زاد الخام الأميركي
غرب تكساس الوسيط 32 سنتا أو 0.8 بالمئة ليسجل 39.87 دولار للبرميل.
وسجل كلا الخامين
أعلى مستوى له منذ السادس من مارس في وقت سابق من الجلسة، عند 43.41 دولار و40.44 دولار
على الترتيب
شاهد أيضاً
النفط يرتفع إلى 84 دولاراً للبرميل
سجلت أسعار النفط مكاسب بنحو 1 بالمئة، خلال التعاملات الآسيوية المبكرة الاثنين، بفعل مخاوف بشأن …