فجر نبأ قرار المصرف المركزي اللبناني برفع الدعم عن المحروقات موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما عمد محتجون إلى قطع الطرقات تعبيراً عن رفضهم للخطوة، بعدما أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، مساء الأربعاء، عن نيته رفع الدعم عن المحروقات اعتبارا من الخميس 12 أغسطس/ آب.
ووسط أزمة اقتصادية خانقة تثقل كاهل اللبنانيين وشح بمواد البنزين والمازوت وغيرها من المواد الحيوية، جاء اجتماع المجلس الأعلى للدفاع في قصر بعبدا بعد ظهر الأربعاء، بدعوة من الرئيس ميشال عون لبحث الأوضاع الأمنية والمعيشية وأزمة الدواء والمحروقات، ليبلغ خلاله حاكم المصرف رياض سلامة المجتمعين بأنه لم يعد قادرًا على فتح خطوط ائتمان لواردات الوقود أو دعم شرائه، بحسب ما نقلت وسائل إعلام لبنانية عدة.
وما هي إلا ساعات حتى صدر ليلاً عن مصرف لبنان بيان، أعلن فيه أنه “اعتباراً من تاريخ 12 أغسطس/آب سيقوم مصرف لبنان بتأمين الاعتمادات اللازمة المتعلقة بالمحروقات، معتمداً الآلية السابقة إياها، ولكن باحتساب سعر الدولار على الليرة اللبنانية تبعاً لأسعار السوق”، ما أثار صدمة وموجة ردود فعل واسعة شاجبة ومحذرة من التداعيات السلبية على الواقع الاجتماعي في البلاد الذي يعاني نقصًا حادًا في المواد الأساسية من وقود ودواء وغيرها جراء الأزمة المالية التي تعصف بالبلاد والتي أفقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها مقابل الدولار في أقل من عامين.
وفي أعقاب ذلك، استدعى عون، صباح الخميس، حاكم المصرف رياض سلامة بعد قراره برفع الدعم عن المحروقات بحسب ما أوردت الرئاسة اللبنانية في حسابها على “تويتر”، في الوقت الذي تصدرت فيه هاشتاغات “#رفع_الدعم” و”#البنزين” مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان لتعبير اللبنانيين عن غضبهم جراء الخطوة، فيما نقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية تقارير عن قطع طرق حيوية بمناطق مختلفة احتجاجًا على قرار مصرف لبنان.
وتجدر الإشارة إلى أن سعر صرف الدولار الواحد في السوق السوداء وصل عند حوالي 20 ألف ليرة لبنانية، فيما لا يزال سعر الصرف الرسمي عند 1500 ليرة لبنانية فقط.