في الآونة الأخيرة، ظهرت العديد من التطورات المُبشرة في قطاع الزراعة، ولم تعد بعض المزارع بحاجة إلى التربة، أو حتى ضوء الشمس في عملياتها. وبفضل هذه الشركة في المملكة العربية السعودية، قد تختفي الحاجة للمياه العذبة من المعادلة أيضاً.
وتستخدم شركة مزارع البحر الأحمر الناشئة نهجاً زراعياً قد يشكل حلاً ثورياً في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من ندرة المياه.
طريقة ثورية
وتتخصص الشركة في زراعة منتجات تعتمد على المياه المالحة بدلاً من المياه العذبة.
وكانت الحاجة إلى إعادة تعريف الزراعة الحديثة من أجل توفير مستقبلٍ مستدام الدافع وراء إطلاق شركة مزارع البحر الأحمر، بحسب ما قاله المؤسس المشارك لشركة “مزارع البحر الأحمر”، الدكتور راين ليفرز، في مقابلة
وتعمل المزرعة على تطوير محاصيل غير معدلة وراثياً تتحمل المياه المالحة.
وتوفر تقنيات الشركة، التي تنتظر الحصول على براءة الاختراع، ما يصل إلى 90% من المياه العذبة، والطاقة المستخدمة في دفيئة مُبردة، وهي تخلق بيئة يمكن التحكم بها بشكل أكبر.
ويُعد اللجوء لاستخدام المياه المالحة حلاً منطقياً، إذ تتكون 97% من المياه المتوفرة في الكرة الأرضية من المياه المالحة.
ومع ذلك، لا تزال الزراعة الحديثة تستهلك ما يصل إلى 70% من المياه العذبة المتوفرة على الأرض، وما يصل إلى 85% من المياه العذبة في دول مجلس التعاون الخليجي، بحسب ما قاله ليفرز، وهو مهندس زراعي في مختبر الملح في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.
وفي الدول التي تعتمد بشكل كبير على التحلية، مثل دول الخليج، تُعتبر تحلية المياه من القطاعات التي تستهلك نسبة لا يُستهان فيها من الطاقة، بحسب ما قاله مدير مركز أبحاث تكنولوجيا الأغشية الرقيقة وتكنولوجيا المياه في جامعة خليفة في أبوظبي، حسّان عرفات، في مقابلة سابقة
وأكد ليفرز قائلاً: “يجب أن يتغير هذا الاستخدام غير المستدام لموارد المياه العذبة”.
ابتكار ضروري للشرق الأوسط
وتعاني منطقة الشرق الأوسط من ندرة المياه، وعدم توفر التربة المناسبة للإنتاج الزراعي.
وتُعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أكثر مناطق العالم التي تعاني من أزمة شح المياه، وتقع 17 دولة فيها تحت خط الفقر المائي الذي حددته الأمم المتحدة.
وبسبب هذه الظروف، يرى ليفرز أن التقنيات التي تستخدمها الشركة ليست مناسبة للمنطقة فقط، فهي عبارة عن “ابتكارات لازمة للأمن الغذائي”.
وتُمكّن تقنيات مزارع البحر الأحمر على توفير المياه العذبة، والطاقة.
ويمكن تطبيق هذه التقنيات في المجتمعات الأخرى حول العالم التي تعاني من ظروف مناخية قاسية مماثلة، وتتمتع بوفرة في المياه المالحة، وتحتاج إلى منتجات محلية عالية الجودة على مدار العام لتحقيق الأمن الغذائي.
وكانت مزارع البحر الأحمر مؤخراً من ضمن الفئات الأربعة الفائزة في مسابقة تحدي تكنولوجيا الغذاء، وحصل كل منها على حصة من مجموع جوائز تبلغ قيمتها مليون دولار.
ولدى الشركة بعض المناطق الزراعية في أنحاء السعودية بالفعل، وهي تخطط لاستخدام الجائزة في توسيع عملياتها في دولة الإمارات العربية المتحدة.