قال رئيس هيئة السيطرة على المصادر المشعة العراقية، كمال لطيف، الخميس، إن العراق يجري محادثات مباشرة مع روسيا وكوريا الجنوبية لدراسة خيارات بناء ثمانية مفاعلات نووية قادرة على إنتاج حوالي 11 غيغاوات من الطاقة بتكلفة 40 مليار دولار.
وأضاف المسؤول أن بلاده أجرت اتصالات مهمة مع خبراء من شركة “روساتوم” الروسية وشركة كوريا الجنوبية للطاقة الكهربائية وناقشت التعاون مع كليهما.
وتابع لطيف بالقول أيضًا إن الهيئة على اتصال بالسفارة الأمريكية في بغداد لمناقشة هذا الأمر وما الخيارات المطروحة لمساعدة العراق في بناء تلك المفاعلات.
وتواصلت مع روسيا وكوريا الجنوبية والسفارة الأمريكية في بغداد للتعليق لكن لم يصل رد بعد.
وقال لطيف: “العراق بلد غني وكلنا نعرف ذلك. سنسعى بالتأكيد للحصول على تمويل لنكون قادرين على تغطية تكلفة المفاعلات الثمانية، التي تبلغ 40 مليار دولار، ويمكننا سداد التكاليف على مدى 20 عامًا”.
وترتبط هيئة السيطرة على المصادر المٌشعة العراقية ارتباطًا مباشرًا بمكتب رئيس الوزراء في البلاد، حيث أنها هيئة مستقلة تأسست عام 2004.
وتشكلت لجنة داخل الهيئة في عام 2020 بعد قرار من مجلس الوزراء العراقي لبناء مفاعلات نووية للأغراض السلمية مختصة بإنتاج الكهرباء.
وقال لطيف: “كما تعلم، يمر العراق بنقص هائل في الطاقة وتتزايد الحاجة إلى الكهرباء بنسبة 15٪ كل عام”.
ويحتاج العراق نحو ثمانية مفاعلات نووية لتغطية حاجته من الكهرباء بين 2030-2035. وستغطي هذه المفاعلات فقط 40٪ إلى 45٪ من طاقة العراق. وأضاف لطيف أن الباقي سيتم تغطيته من خلال النفط والغاز والطاقات المتجددة.
ولدى هيئة السيطرة على المصادر المُشعة قائمة بعروض الدول لتتمكن من دراستها علميًا.
وقال رئيس الهيئة: “حاليًا هناك 20 موقعًا تحت الدراسة لبناء مفاعلات للطاقة النووية وفق الأساليب العلمية الدقيقة التي توفرها الهيئة”.
وأشار إلى أنه في النهاية، ستكون هناك حاجة فقط إلى ما بين موقعين إلى ثلاثة مواقع لبناء ثمانية مفاعلات.
وشدد لطيف على أن “هناك رغبة جادة من الدول الراغبة في مساعدة العراق على بناء هذا المفاعل، خاصة من روسيا وكوريا الجنوبية”.
يحصل السكان في معظم أنحاء العراق حاليًا على أقل من 8 ساعات من الكهرباء يوميًا.
وتم تدمير معظم البنية التحتية للعراق، بما في ذلك محطات الطاقة في حرب 1991 لتحرير الكويت أو “حرب الخليج الأولى”.
كان لدى العراقيين أمل كبير في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 عندما أطاحوا بصدام حسين ونظامه لإعادة بناء العراق.
لم تستطع الحكومات المتعاقبة المنتخبة حل العديد من القضايا في البلاد، بما في ذلك نقص الطاقة.
وقُتل المئات من العراقيين وأصيب الآلاف منذ 2019 في احتجاجات عنيفة في أنحاء العراق، حيث فشل البلد في تحقيق الاستقرار بعد عقود من العقوبات والحرب، ويعاني من البطالة والفساد الحكومي وسوء تقديم الخدمات، بما في ذلك الكهرباء والمياه النظيفة.
ولا يزال العراق يواجه تحديات أمنية كبيرة وليس من الواضح كيف تخطط البلاد لحماية هذه المواقع النووية.