في الآونة الأخيرة، انتشرت الأخبار حول قرار عدم إلزامية ارتداء الكمامات وسط تفشي فيروس كورونا المستجد.
ولم يعد الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل ضد فيروس كورونا مضطرين لارتداء الكمامات، سواء في الأماكن الداخلية أو الخارجية.
وبحسب إرشادات جديدة أصدرتها المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، يوم الخميس، لا يتعين على الملقحين بالكامل ترك مسافة 6 أقدام بينهم وبين الآخرين.
ولكن، هل يعني ذلك أن الأمريكيين، الذين تم تطعيمهم قبل أسبوعين على الأقل، يمكنهم رمي أقنعتهم في الهواء واحتضان الجميع؟
ليس تماماً.
ومن الضروري ارتداء الكمامات عند استخدام وسائل النقل العام، أو إذا كان الأمر إلزامي بموجب اللوائح أو القوانين.
وهذا ينطبق على المستشفيات، ودور رعاية المسنين، وأماكن الرعاية الصحية الأخرى، وحتى بعض الشركات، وأماكن العمل المحلية. ولا يزال يتعين على الأطفال ارتداء الكمامات عند ذهابهم إلى المدرسة.
وجاء تحذير مركز السيطرة على الأمراض كالآتي: “إذا كنت تعاني من حالة ما أو كنت تتناول أدوية تضعف جهاز المناعة لديك، فقد لا تكون محمياً رغم تطعيمك بشكل كامل.. تحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بك.. ورغم تلقي اللقاح، ربما تحتاج إلى الاستمرار في اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة”.
وتشير الدراسات الناشئة اليوم إلى أن الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة أو أولئك الذين يتناولون الأدوية التي تعطل جهاز المناعة لديهم، قد لا يكونوا محصنين بشكل كافٍ مع لقاحات “كوفيد-19”.
نقص المناعة
وهناك عدد من الحالات التي يمكن أن تضعف فيها المناعة.
ويمكن أن تدمر بعض الأمراض، مثل فيروس نقص المناعة البشرية، قدرة الجسم على مكافحة العدوى. وعلى سبيل المثال، يعمل العلاج الكيميائي عن طريق قتل نمو الخلايا لمنع الخلايا السرطانية من التكاثر، وبالتالي إضعاف جهاز المناعة.
وقالت لورا ماكاروف، نائب الرئيس للوقاية والكشف المبكر في جمعية السرطان الأمريكية، إن هناك أيضاً أنواع معينة من العلاج المناعي، وزرع الخلايا الجذعية، ونخاع العظام، وأدوية أخرى يمكن أن تضعف جهاز المناعة بشدة.
وينصح الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة الشديد بارتداء الكمامات واتخاذ احتياطات إضافية لحماية أنفسهم من جميع أنواع مسببات المرض.
الحالات الشائعة التي تضعف المناعة
ويمكن للعديد من الأمراض والحالات الشائعة، التي تصيب ملايين الأمريكيين، أن تضعف جهاز المناعة. وبالتالي، قد يستجيب الجسم للغزاة دون مقاومة، ما يجعله أكثر عرضة للعدوى والفيروسات مثل كورونا.
ومن بين الأمراض التي تسبب نقصاً في المناعة هي مرض السكري، والسمنة، والسرطان، وغيرها.
وقالت جمعية القلب الأمريكية إن أمراض القلب هي السبب الأول للوفاة بين الرجال والنساء في الولايات المتحدة. وعلى غرار مرض السرطان، لا تعد الأدوية المستخدمة في علاج أمراض القلب مثبطة للمناعة، ولا ينبغي أن تشكل أي مخاطر معينة.
وقال رئيس جمعية القلب الأمريكية، الدكتور ميتشل إلكيند: “نوصي مرضى القلب الذين تم تطعيمهم، والذين لا يعانون من نقص المناعة لسبب آخر، باتباع إرشادات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها فيما يتعلق بارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي”.
ويشجع مركز السيطرة على الأمراض جميع النساء الحوامل، وهن أكثر عرضة للإصابة بكورونا، على تلقي التطعيم، بحسب قول مدير مركز السيطرة على الأمراض، الدكتورة روشيل والينسكي.
وسيكون قرار عدم ارتداء النساء الحوامل للكمامات قراراً فردياً.
أدوية المناعة الذاتية
ويقول الدكتور سيدريك روتلاند، طبيب الرئة والرعاية الحرجة، إن الملايين من الأمريكيين يعانون من أمراض المناعة الذاتية الشائعة مثل “الصدفية، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وتصلب الجلد، ومرض التهاب الأمعاء، ومرض كرون، والتهاب القولون التقرحي، والذئبة”.
وفي اضطرابات المناعة الذاتية، ينحرف جهاز المناعة عن طريق الخطأ، ويأمر جيش المحاربين بمهاجمة جسم الشخص نفسه.
وقال روتلاند، المدير الطبي لمجموعة روتلاند الطبية في مدينة “نيوبورت بيتش”، إن بعض الدراسات وجدت أيضاً أنه قد لا يكون لدى الأشخاص الذين يتناولون أدوية لأمراض المناعة الذاتية “استجابة قوية للقاح كوفيد-19”.
وفي النهاية، كيف تقرر ما إذا كنت تندرج ضمن فئة “ضعف الجهاز المناعي”؟ كيف يمكنك معرفة ما إذا كان عليك التفكير مرتين قبل الانضمام إلى فئة الأشخاص الذين لا يرتدون الكمامات؟
وقالت والينسكي: “ما نوصي به هو بالتأكيد للأشخاص الذين يعانون من أمراض تهدد جهاز المناعة، ويجب أن يستشير الأشخاص الذين يتناولون الأدوية أطبائهم”.
وقالت: “ليس بالضرورة إزالة الأقنعة بسبب تغير التوجيهات.. إذا كنت قلقاً، يرجى استشارة الطبيب قبل إزالة قناع الوجه”.