أقوال مأثورة ونصائح حكيمة. لا تعد خطابات التخرج، التي تُلقى في الصفوف إما من قبل الطلاب أو الضيوف المدعوين، تقليدًا أمريكيًا فريدًا. ولكن لم ترسخ هذه الممارسة نفسها في الثقافة الشعبية تمامًا مثل الولايات المتحدة.
ويتصاعد سباق التسلح الخطابي كل عام، حيث تتنافس الجامعات مع بعضها البعض. وإذا كان بإمكان المتحدث أن يتطرق إلى روح العصر، فهذا أفضل. ويمكن القول إن أشهر طبيب في العالم الآن، الدكتور أنتوني فاوتشي، سيلقي خطابات في ما لا يقل عن أربع جامعات هذا الشهر وحده.
ومع إلقاء بعض الخطابات على الخريجين الجدد شخصيًا والبعض الآخر افتراضياً، سيكون هذا العام، مثل الذي سبقه، مختلفًا قليلاً عن المعتاد. وفي كلتا الحالتين، يمكن أن يكون من تتم دعوتهم بنفس أهمية ما يقولونه، حيث يُنظر إلى مستوى المتحدث غالبًا على أنه انعكاس للجامعات نفسها.
ويقول المحرر في “Inside Higher Ed “، وهو منشور يغطي موسم خطابات حفلات التخرج كل عام، سكوت جاشيك: “يتوقع الطلاب شخصًا مشهورًا بدرجة معقولة، ويلهمهم بطريقة ما”، مضيفاً: “لقد كان الأمر على هذا النحو لفترة طويلة … (خطابات المشاهير) تكلف المال، لكن الكثير من الطلاب يشعرون أنه حفل تخرجهم، ويستحقون ذلك”.
وأوضح جاشيك أن “بعض الناس يجعلون منها صناعة حقيقية ويلقون خمسة أو ستة خطابات سنويًا”.
وتتبع معظم الخطابات صيغة مجربة ومختبرة. ويُظهر دليل ساخر نُشر في صحيفة “نيويورك تايمز” في عام 1970 كيفية تغير بعض الأمور الصغيرة (إذ تشمل الخطابات الرئيسية نكتة افتتاحية، وشكر الوالدين، وإشارات إلزامية إلى سقراط، ومفترق طرق وخيبات أمل الحياة الحتمية).
وأشار جاشيك إلى أن: “معظم الطلاب لا يريدون متحدثًا يتكلم لفترة طويلة جدًا”، موضحاً: “(كمتحدث) تريد أن توضح نقطة (و) تمضي قدمًا”.
ويُذكر، أنه يمكن لبعض الخطابات أن تغير الحياة. وفي عام 2019، تعهد الملياردير روبرت سميث بسداد ديون قروض الطلاب لجمهوره المكون من أكثر من 400 خريج، حيث تبرع بمبلغ 34 مليون دولار لكلية “بلاك” التاريخية في أتلانتا، جورجيا.
تشادويك بوسمان، جامعة هوارد 2018
عندما توفي الممثل الأمريكي تشادويك بوسمان بشكل مأساوي العام الماضي عن عمر يناهز الـ 43 عامًا بسبب سرطان القولون، احتفى به الأصدقاء والعائلة باعتباره رمزًا عالميًا ورمزًا ملهمًا لقوة السود. وفي خطاب التخرج لعام 2018 أمام الخريجين، أظهر حكمته من خلال التأكيد على أهمية إيجاد هدف، والقدرة على التحدث، ودعم الآخرين وكذلك نفسك.
تشادويك بوسمان: “الهدف هو عنصر أساسي فيك. هذا هو سبب وجودك على هذا الكوكب في هذا الوقت بالذات من التاريخ”.
غلوريا ستاينم، جامعة تافتس 1987
كانت جدة ستاينم لوالدها رئيسة اللجنة التعليمية للجمعية الوطنية لحقوق المرأة ومندوبة المجلس الدولي للمرأة عام 1908، وأصبحت حفيدتها واحدة من طليعة الحركة النسائية. وفي عام 1987، ألقت ستاينم خطابًا صريحًا وعاطفيًا قدمت فيه حكماً قوية كانت تتمنى أن تعرفها عند تخرجها من الكلية.
غلوريا ستاينم: “كل ما تريد القيام به، افعله الآن. فالحياة هي الوقت، والوقت هو كل ما في الأمر”.
شيماماندا نغوزي أديتشي، كلية ويلسلي 2015
اشتهرت الكاتبة الناجحة شيماماندا نغوزي أديتشي بكتابتها المثقفة والاستفزازية طوال حياتها المهنية. ولم يكن خطاب التخرج لعام 2015 أقل إثارة، حيث شجعت الخريجين على العيش بصدق وعدم الخوف من الوجود بأقصى طاقتهم.
شيماماندا نغوزي أديشي: “لا تغير نفسك لإرضاء الآخرين. إذا أُعجب شخص ما بتلك النسخة منك، تلك النسخة المزيفة، فإنه في الواقع يحب هذا الشكل الملتوي، وليس أنت”.
ستيف جوبز، جامعة ستانفورد 2005
مؤسس شركة Apple ورائد أعمال بشخصية جذابة في صناعة التكنولوجيا. ستيف جوبز هو مرادف للثورة الرقمية في الثمانينيات. وبعد أن عايش صناعة دائمة التغير لنحو 40 عامًا، أخبر جوبز الخريجين خلال خطاب التخرج لعام 2005 أن مفتاح النجاح هو العثور على ما تحب، وحب ما تفعله.
ستيف جوبز: “تذكُر أنك ستموت هو أفضل طريقة أعرفها لتجنب الوقوع في فخ التفكير بأن لديك ما تخسره … لا يوجد سبب لعدم اتباع قلبك”.
باراك أوباما، جامعة هوارد 2016
سيُذكر عبر التاريخ بأنه أصبح أول رئيس أسود للولايات المتحدة، لكن باراك أوباما معروف أيضًا على نطاق واسع بأنه أحد أفضل صانعي الخطابات في السياسة. وعندما ألقى خطاب حفل التخرج في جامعة هوارد في نهاية فترة رئاسته، أكد على أهمية تحقيق التغيير من خلال العمل.