هل تلقيت لقاح “جونسون آند جونسون” ضد “كوفيد-19” المكون من جرعة واحدة خلال الشهر الماضي؟
إذا كنت تعاني من صداع شديد لا يختفي، أو ألم شديد في البطن أو في الساق لا يهدأ، أو زيادة في ضيق التنفس، فإن مسؤولي الصحة يريدون منك التواصل مع طبيبك على الفور.
قد تدل هذه العلامات على نوع شديد ونادر للغاية من الجلطات الذي قد يكون مرتبطاً بلقاح “جونسون آند جونسون”، وتم الإبلاغ عن ست حالات منها فقط في الولايات المتحدة من بين حوالي 7 ملايين ممن تلقوا لقاح “جونسون آند جونسون” حتى الآن.
ومع ذلك، إذا تلقيت لقاح “جونسون آند جونسون” منذ أكثر من شهر، فإن الخطر “منخفض للغاية”، وفقاً لما قالته الدكتورة آن شوتشات، النائبة الرئيسية لمدير المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، خلال إحاطة افتراضية يوم الثلاثاء.
وأعلنت مراكز السيطرة على الأمراض أن ست نساء تتراوح أعمارهن بين 18 و 48 عاماً قد أصبن بتجلط الجيوب الوريدية الدماغي (CVST)، وهي جلطة في منطقة الدماغ التي تجمع وتصرف الدم المستنفد للأكسجين.
وعندما يحدث ذلك، “قد تنكسر خلايا الدم ويتسرب الدم إلى أنسجة المخ، وتشكل نزيفاً”، وفقاً لمدرسة طب جامعة جونز هوبكنز
ودفعت تلك الحالات كل من مراكز السيطرة على الأمراض وإدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى التوصية بإيقاف إعطاء لقاح “جونسون آند جونسون” ضد “كوفيد-19″مؤقتاً، للسماح بإجراء مزيدٍ من التحقيقات في هذه الحالات، ومحاولة فهم بعض الآليات التي تسبب تلك الجلطات والتفاصيل الإضافية حول تاريخ الأفراد المشاركين، وفقاً لما قاله أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، خلال إفادة بالبيت الأبيض يوم الثلاثاء.
ورداً على ذلك، قررت شركة “جونسون آند جونسون” إيقاف التطعيمات في جميع تجاربها السريرية بينما تقوم الشركة بتحديث “إرشادات المحققين والمشاركين”، وفقاً لبيان صحفي نُشر الثلاثاء.
ظهور الأعراض
وقالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن النساء الست ظهرت عليهن أعراض هذا “النوع النادر والشديد من الجلطة الدموية” خلال 6 إلى 13 يوماً بعد تلقيهن لقاح “جونسون آند جونسون”.
وخلال اجتماع اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين التابعة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها يوم الأربعاء، قال الدكتور توم شيمابوكورو، الفريق المختص بسلامة اللقاح لدى جهة الاستجابة لكوفيد-19 التابعة للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إنه بالنسبة لخمس من النساء الست، كان الصداع هو “العرض الظاهر الأولي”.
ومن المهم ملاحظة أن الأعراض الأولية تعد إلى حد كبير نوعاً من الأعراض غير المحددة، وقد تبدو خفيفة وليست مهمة سريرياً مثل الصداع، والخمول، والقشعريرة، والألم العضلي.
وتشمل الأعراض اللاحقة حالة صداع شديدة، وألماً شديداً في البطن، وظهور كدمات، وانتفاخاً في الأطراف السفلية في إحدى الحالات.
وتوفيت إحدى النساء الست بعد 12 يوماً من تلقيها اللقاح ودخولها المستشفى، وكانت تعاني من “الرفع الجاف، وتفاقم مفاجئ في الصداع وضعف كامل على جانبها الأيسر”، وفقاً لسجل في نظام الإبلاغ عن الأحداث الضائرة التابع لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية بالولايات المتحدة.
وقال شيمابوكورو إنه من بين الحمس نساء المتبقيات، تخضع اثنتين للرعاية في العناية المركزة، ما زالت تتلقى واحدة منهن الرعاية في المستشفى، بينما خرجت اثنتين.
ماذا يجب أن تفعل إذا تلقيت لقاح “جونسون آند جونسون” مؤخراً؟
وقال الدكتور كارلوس ديل ريو، العميد المساعد في كلية الطب بجامعة إيموري، لـCNN الثلاثاء، إنه “في حال أصبت بضيق في التنفس أو بألم في الساق أو بصداع في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من تلقي لقاح جونسون آند جونسون، فيجب إخطار مقدم الرعاية الصحية الخاص بك على الفور”.
وأكد الدكتور مارك كروثر، عضو الجمعية الأمريكية لأمراض الدم والخبير في حالات تجلط الجيوب الوريدية الدماغي، أنه في حين أن الضيق قد يكون خفيفاً في البداية، إلا أن تجلط الجيوب الوريدية الدماغي ينتج ألماً شديداً لا يخف.
وأضاف كروثر أنه على الرغم من أن تجلط الجيوب الوريدية الدماغ ليس مثل السكتة الدماغية، إلا أن من يعانون من تلك الحالة قد يواجهون صعوبة في التحدث، أو تحريك ذراعيهم أو الساقيهم.
ويصيب تجلط الجيوب الوريدية الدماغي حوالي 5 أشخاص من كل مليون شخص كل عام، وفقاً لمدرسة طب جامعة جونز هوبكنز، ويحدث في الغالب عند الشباب والأطفال.
وقال كروثر إنه لم يتضح بعد ما إذا كان لقاح “جونسون آند جونسون” مسؤولاً عن هذه الحالات الست، وأن الجلطات تعد نادرة للغاية.
وأشار كروثر إلى أن “مرض كوفيد -19 مرتبط بخطر الإصابة بجلطات دموية أعلى بآلاف المرات” من الجلطات الدموية التي قد يسببها أي لقاح.
لذلك أكد كروثر على ضرورة حصول الأشخاص على التطعيم ضد كوفيد-19.
استجابة مناعية نادرة
حدثت استجابة مناعية نادرة أيضاً تسببت في حدوث جلطات دموية وانخفاض الصفائح الدموية لدى 16 مريضاً أوروبياً تلقوا لقاح “أسترازينيكا” ضد “كوفيد-19″، وفقاً لورقتين بحثيتين نُشرتا الأسبوع الماضي في مجلة “نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين”.
ويصف الأطباء جلطات في أدمغة المرضى وبطنهم والتي يمكن أن تشير إلى استجابة مناعية غير طبيعية لدى 11 مريضاً في ألمانيا والنمسا وخمسة مرضى في النرويج.
وقال ماركس من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية يوم الثلاثاء إنه يبدو أن هناك أوجه تشابه بين أحداث تخثر الدم النادرة التي من المحتمل أن تكون مرتبطة بلقاحات فيروس كورونا من شركتي “جونسون آند جونسون” و”أسترازينيكا”، مشيراً إلى أنها “استجابة مناعية تحدث نادراً للغاية بعد تلقي بعض الأشخاص للقاح”.
وقال كروثر إن أحد الاحتمالات هو أن اللقاحات تؤدي إلى رد فعل مناعي مفرط يهاجم الصفائح الدموية، وتصبح الصفائح الدموية نشطة، ونتيجة لذلك تتسبب في تخثر الدم، حتى مع انخفاض أعدادها.
وأكد كروثر أن هذا لا يعني أن اللقاحات تسبب دائماً هذه الظاهرة، فكثير من الأشخاص لديهم عدد أقل من الصفائح الدموية ولا يدركون ذلك، لذلك عندما يحصلون على أي لقاح ويتم تشخيصهم لاحقاً بنقص الصفائح الدموية، قد يُعزى ذلك إلى اللقاح.