هبطت مركبة وكالة ناسا الأمريكية للفضاء (برسيفيرانس روفر) المتجولة، الخميس، على سطح كوكب المريخ بأمان بعد تخطيها “دقائق الرعب السبع”.
ومنذ حوالي 10 سنوات، كان مئات الأشخاص يعملون في “ناسا” على تطوير المستكشف الروبوتي الأكثر تقدماً في الوكالة حتى الآن.
وبعد دقائق فقط من هبوطها على سطح المريخ، أرسلت المركبة أول صورة لكوكب المريخ إلى الأرض. وتستغرق المركبة 11 دقيقة لإرسال البيانات.
وكانت لحظة الهبوط هي الأكثر تتويجًا لسنوات من التحضير لعلماء ناسا في جميع أنحاء البلاد.
وبعد تأكد هبوطها سرت حالة من الفرحة العارمة داخل غرفة التحكم في مقر وكالة ناسا بولاية كاليفورنيا.
وتخطت المركبة ما تسميه ناسا بـ”سبع دقائق من الرعب”. وهذا هو الوقت الذي يتعين فيه على المركبة الجوالة أن تهبط بنفسها على سطح المريخ دون مساعدة من وكالة ناسا.
وتخبر الفرق الأرضية المركبة الفضائية متى تبدأ (الدخول والنزول والهبوط)، وتتولى المركبة الفضائية المهمة من هناك – وفي غضون ذلك يكون انتظار تحرك المركبة مؤلمًا.
ودخلت المركبة الفضائية الجزء العلوي من الغلاف الجوي للمريخ بسرعة 12 ألف ميل في الساعة، قبل أن تُبطىء سرعتها وتفتح باراشوت الهبوط.
وتقول ناسا إن المركبة هي عالمة روبوتية تستكشف المريخ بالنيابة عن البشرية، وستكون قادرة على مشاركة ما تراه وتسمعه من خلال 23 كاميرا، بما في ذلك كاميرا فيديو وميكروفونان.
ومن أبرز مهام المركبة اكتشاف موقع بحيرة قديمة كانت موجودة منذ 3.9 مليار سنة. وستبحث العربة الجوالة عن حفريات دقيقة في الصخور والتربة هناك.
كما ستنقل الصور من المريخ وترسل صورًا لمحيطها. وستُسقط العربة الجوالة طائرة هليكوبتر على سطح المريخ، في عملية تستغرق حوالي 10 أيام، قبل أن تتدحرج بعيدًا عنها. وسيتعين على المروحية الصغيرة التي يبلغ وزنها 4 أرطال أن تعيش في ليالي شديدة البرودة، وأن تحافظ على دفئها وشحن نفسها باستخدام الألواح الشمسية.
بعد ذلك، ستكون جاهزة لأول رحلة لها، التي ستستغرق حوالي 20 ثانية.
وستبحث المركبة الجوالة عن دليل على الحياة القديمة، ودراسة مناخ المريخ والجيولوجيا وتجمع العينات التي ستُعاد إلى الأرض في نهاية المطاف بحلول 2030.
كما ستسجل المركبة الصوت حولها، وستكون التسجيلات هي الأولى على الكوكب الأحمر.
وتعد مهمة ناسا “بيرسيفيرانس” أحد المهمات الـ3 التي أُطلقت من الأرض في يوليو/ تموز الماضي، من بينها “مسبار الأمل” الإماراتي، ومهمة “تيانوين 1” الصينية.
وفي مطلع هذا الشهر، وصل مسبار الأمل إلى الكوكب الأحمر في 9 فبراير/ شباط، بينما تبعته مهمة “تيانوين1-” الصينية، لتصل المريخ في 10 فبراير/ شباط.
وكانت قد أطلقت جميع البعثات الـ3 في نفس الوقت تقريباً بسبب المحاذاة بين المريخ والأرض على نفس الجانب من الشمس، ما يجعل الرحلة إلى المريخ أكثر كفاءة.
وسيقوم مسبار الأمل بالدوران حول الكوكب، بينما سيدور “تيانوين 1” حول الكوكب ويهبط عليه، في حين ستهبط “بيرسيفيرينس” على المريخ.