إذا كنت حاملاً أثناء الجائحة، فإن المجموعات الطبية الرئيسية في الولايات المتحدة لديها رسالة واضحة لك، وهي: يرجى التفكير في تلقي اللقاح ضد فيروس “كوفيد-19”.
وقال نائب رئيس ممارسة الأنشطة في الكلية الأمريكية لأطباء الأمراض النسائية والتوليد، الدكتور كريستوفر زان إن “الهيئات التنظيمية والخبراء الطبيون في الولايات المتحدة، ذكروا بوضوح أنه يجب أن تتمتع جميع الحوامل، بمؤهلات خيار تلقي اللقاح”.
وقال الدكتور ريتشارد بيجي، وهو جزء في مجموعة خبراء التحصين والأمراض المعدية والتأهب للصحة العامة التابعة للكلية الأمريكية لأطباء الأمراض النسائية والتوليد (ACOG): “لا يوجد حقاً أي سبب نظري للاعتقاد بأنه سيسبب ضرراً للأم أو لطفلها الذي لم يولد بعد، ونحن واثقون جداً من أنه سيوفر فوائد كبيرة لكل من الأم والطفل”.
جدل دولي
ويُعد ذلك رسالة قوية وواضحة يأمل أطباء أمراض النساء والولادة، والجمعيات الطبية أنها ستصل إلى النساء الحوامل، والعائلات التي تشعر بالارتباك بشأن التوصيات المتضاربة التي طرحتها منظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع.
وأوصت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء، بعدم استخدام لقاح “مودرنا” أثناء الحمل “إلا إذا كانت فائدة تطعيم المرأة الحامل تفوق مخاطر اللقاح المحتملة”، كما هو الأمر لدى العاملين الصحيين و”النساء الحوامل المصابات بأمراض مصاحبة” والمعرضات لخطر الإصابة بحالة شديدة من “كوفيد-19”.
ولكن، قال الأطباء إن أي “مخاطر محتملة للقاح”، ذكرتها منظمة الصحة العالمية، هي مجرد توقعات مقارنةً بالمخاطر المعروفة لـ”كوفيد-19” لدى الحوامل وأطفالهن.
وقالت أخصائية طب الأم والجنين في مستشفى تكساس للأطفال، الدكتورة كجيرستي أجارد: “غياب البيانات لا يعادل خطر الضرر، وخاصةً عندما لا يشير العلم والبيولوجيا الأساسية إلى سبب معقول لحدوث ضرر”.
وقال الأطباء الذين تحدثوا إلى إن هناك عقود من بيانات السلامة التي تُظهر عدم وجود ضرر على المرأة الحامل أو طفلها نتيجة اللقاحات المعطلة، وهم يعتقدون أن البيانات يجب أن تنطبق أيضًا على لقاحات “مودرنا” و”فايزر”، والتي لم تُصنع من فيروس حي.
مخاطر “كوفيد-19” أثناء الحمل كبيرة
وفي بداية الجائحة، لم يُظهر فيروس “كوفيد-19” أنه يؤثر سلباً على النساء أو أطفالهن أثناء الحمل.
ولكن مع توفر البيانات، تغير هذا الاعتقاد بشكل كبير.
وقالت أجارد الحاصلة على درجة الدكتوراه في علم المناعة: “تزداد احتمالية دخول النساء الحوامل إلى المستشفى خمس مرات، وتزيد احتمالية حاجتهن للرعاية في وحدة العناية المركزة بمقدار ثلاث إلى أربع مرات، وتزيد احتمالية احتياجهن إلى تدابير إنقاذ الحياة مرتين أو ثلاث مرات”.
وأوضحت أجارد: “رغم عدم اكتمال البيانات بعد، إلا أن هناك خطر ضئيل لوفاة الأمهات، وولادة جنين ميت، والولادة المبكرة بسبب كوفيد -19 أثناء الحمل”.
وإضافةً إلى ذلك، قالت أجارد إن قلب المرأة الحامل يضخ بمقدار أقوى بـ1.5 مرة من المعتاد لتوفير الدم الكافي للطفل والمشيمة.
ولذلك، “من شأن الإفراط في عمل القلب، والذي نسميه ارتفاع النتاج القلبي، تعريض النساء الحوامل أيضاً لخطر الإصابة بمشاكل قصور القلب، والذي يمكن أن يكون تجسيداً ومسبباً محتملاً للوفاة بسبب مرض كوفيد-19″، وفقاً لأجارد.
وإلى جانب ذلك، هناك احتمالية متزايدة لتجلط الدم أثناء الحمل، وهو أمر من المعروف أن “كوفيد-19” يزيده سوءاً.
ووجدت البيانات الجديدة أنه قد يكون للتطعيم أيضاً مزايا كبيرة للطفل.
ووجد البحث الذي صدر الجمعة في مجلة “JAMA Pediatrics” أن الأمهات المصابات بحالات “كوفيد-19” بدون أعراض أو ذات أعراض نقلن أجساماً مضادة للفيروس إلى أطفالهن حديثي الولادة عبر المشيمة.
ويركز موقف مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها “CDC” والولايات المتحدة على عملية “اتخاذ القرار بشكل فردي”.