يشهد العالم، مساء الاثنين، ظاهرة فلكية هي الأولى منذ 400 عام تتمثل بتقارب ظاهري بين كوكب المشتري وكوكب زحل يمكن رؤيته بالعين المجردة.
وأوضح محمد عودة، مدير مركز الفلك الدولي في بيان وصل لموقع CNN بالعربية نسخة منه: “كوكب المشتري يحتاج إلى 12 سنة ليدور دورة واحدة حول الشمس، في حين أن كوكب زحل يحتاج إلى 30 سنة، فهذا يعني أن كلا الكوكبين بالنسبة لنا يقتربان من بعضهما البعض مرة كل 20 سنة، وعادة تكون المسافة بينهما ما بين الدرجة إلى الدرجتين، أما ما يميز الاقتران هذا العام هو أن المسافة بينهما ستبلغ 6 دقائق قوسية فقط، أي ما يساوي عُشر الدرجة الواحدة! وهو أقل بقليل من ربع قطر القمر ظاهري! وهذه مسافة تعتبر صغيرة جدا!”
وأضاف: “كان آخر مرة حدث فيها الاقتران بمثل هذه المسافة قبل حوالي 400 عام، وذلك يوم 16 يوليو 1623، ولكن المفارقة أن ذلك الاقتران لم يكن مشاهدا إلا من المناطق القريبة من خط الاستواء، لأن المشتري وزحل كانا قريبين من الشمس، وعليه يمكن القول بأن آخر اقتران مماثل أمكنت مشاهدته من غالبية مناطق الكرة الأرضية كان قبل 800 عام، وذلك يوم 05 مارس 1226م، وكانت المسافة بينهما دقيقتين قوسيتين فقط! وسيكون الاقتران المماثل القادم عام 2080م، والذي يليه عام 2417م بمشيئة الله”.
وتابع عودة قائلا: “خلافا لما تذكره بعض المواقع، وعلى الرغم من أن المسافة بين الكوكبين ستكون قريبة جدا، إلا أنهما لن يتحدان ويظهران كجرم واحد، فالمسافة بينهما أقل من أن تحدث هذه الظاهرة. ويشار إلى أن المسافة الحقيقية بين الكوكبين تبلغ ملايين الكيلومترات، وهذه الظاهرة مجرد تقارب ظاهري كما يرى من الأرض”.
ولفت إلى أنه ولمشاهدة هذا الحدث: “انظر إلى جهة الغرب فور حلول الظلام، وستلاحظ جرما أبيض لامعا جدا فوق الأفق الغربي هذا هو كوكب المشتري، ويعلوه جرم آخر لامع ذهبي اللون هذا هو كوكب زحل، وإذا نظرت إلى السماء قبل يوم 21 ديسمبر ستلاحظ كلا الجرمين أيضا إلا أنهما سيكونان أبعد عن بعضهما البعض، وستقل المسافة بينهما بمرور الأيام إلى أن تصل أقل ما يمكن ليلة الإثنين 21 ديسمبر، ويمكن رؤيتهما في الأيام التالية أيضا، إلا أن المسافة بينهما ستزداد، وسيعلو المشتري زحل”.