أعلنت النيابة العامة المصرية، مساء الأحد، نتيجة التحقيقات في واقعة الفيديو المتداول لطفل (13 عاما) يقود سيارة ويعتدي على شرطي حاول توقيفه، والذي أثار موجة حادة من الانتقادات، خاصة مع كشف وسائل إعلام مصرية أن “والد الطفل يعمل قاضيا”.
وقالت النيابة، في بيان، إنها قررت “تسليم الطفل المتهم إلى ولي أمره مع أخذ التعهد بالمحافظة عليه وحسن رعايته وإخضاعه للتأهيل وجلسات تعديل السلوك”، مشيرة إلى أن القرار يأتي “في ضوء أحكام المادة ١١٩ من قانون الطفل والتي ألزمت بعدم الحبس الاحتياطي للطفل الذي لم يتجاوز 15 سنة، وفي ضوء ما أوصى به الإخصائي الاجتماعي”. كما قررت النيابة إخلاء سبيل مالك السيارة بكفالة قدرها 10 آلاف جنيه مصري (637 دولارا).
وكانت النيابة العامة قد طلبت تحريات الشرطة حول مقطع الفيديو المتداول، والتي أسفرت عن “تحديد فرد الشرطة المعتدَى عليه، وشخص الطفل المعتدِي، ومالك السيارة التي كان يستقلها بالكشف عن بيانات لوحاتها المعدنية”، بحسب البيان.
وقالت النيابة، في بيانها، إنها “سألت فرد الشرطة فشهد أنه في ظهيرة يوم 26 أكتوبر الماضي أُخطر من مواطنين بقيادة طفل سيارة برعونة بمنطقة زهراء المعادي، محل خدمته، فاستوقف السيارة وتبين أن طفلًا يقودها في صحبة آخرين من ذات عمره، فسأله عن تراخيص السيارة والقيادة ففوجئ بتعدي الطفل ومَن معه عليه بالقول وتوعدهم له بالإيذاء”.
وأضاف البيان: “ثم دار بينه وبين قائد السيارة الحوار المصور حتى توجه لمقدمة السيارة لتدوين رقم لوحاتها المعدنية وتحرير مخالفة بالواقعة، ففوجئ بتحرك الطفل بالسيارة مما أخل بتوازنه واصطدمت رجله بباب السيارة، فدون رقم لوحاتها وحرر مخالفة بها، ثم جاء الطفل قائد السيارة ومن معه لاحقًا للاعتذار إليه، فقبل اعتذاره نافيًا إصابته من الواقعة”.
وعن استجواب الطفل قائد السيارة، قالت النيابة إنه “باستجواب الطفل فيما نُسب إليه من إهانته موظفًا عموميًّا، أحد رجال الضبط، بالقول أثناء وبسبب تأديته وظيفته، وتعديه عليه خلال ذلك، وقيادته مركبة دون الحصول على رخصة قيادة ودون حمل رخصة تسيير، فقرر أن السيارة التي كان يقودها خلال الواقعة مملوكة لصديق والده الذي اشتراها من الأخير، وأنه يومئذ وخلال تواجده بمسكن صديق والده اختلس مفاتيح السيارة للتنزه بها من غير علم مالكها، ثم دعا أصدقاءه لصحبته”.
وأضاف البيان: “ولما التقوا فرد الشرطة استوقفه وسأله عن تراخيص السيارة والقيادة فنفى حملها، ثم دار بينهما الحوار المتداول حتى توجه فرد الشرطة إلى مقدمة السيارة لتدوين رقم لوحاتها المعدنية، فانطلق بها خشيةَ تحرير مخالفة ضد مالكها وفُوجِئ آنذاك باصطدام قدم فرد الشرطة بباب السيارة، فعاد إليه لاحقًا مقدمًا اعتذاره إليه فقبله منه، وأضاف أن أحد أصدقائه قام بتصوير المقطع المتداول، نافيًا علمه بشخص مَن نشره بمواقع التواصل الاجتماعي”.
وحول استجواب مالك السيارة، قالت النيابة إنه “أنكر ما نُسب إليه من تهم تعريضه حياة طفل للخطر، وتمكينه من قيادة مركبة وهو لم يبلغ 18 عامًا وما نتج عن ذلك ضرر للغير، نافيًا علمه أو سماحه للمتهم بقيادة السيارة، موضحًا أن الأخير جاءه ظهيرة يوم الواقعة عائدًا من مدرسته، كما اعتاد منه، ثم فوجئ بمغادرته المسكن بعد فترة، وباستطلاعه أمره من الشرفة رآه يوقف سيارته، المستخدمة في الواقعة، أسفل المسكن، فلما سأله عما فعل أخبره باختلاسه مفاتيحها للتنزه بها، فنهره ونبهه على عدم تكرار فعله، مؤكدًا شراءه السيارة من والد المتهم في مطلع أكتوبر الماضي، حيث قدم للنيابة العامة أصل عقد بيعها إليه”.