تُعد سفينة “Celebrity Edge” واحدة من أكبر وأضخم سُفُن “Cruise Line”. وكلف بنائها مليار دولار، ويمكنها استيعاب حوالي 3 آلاف راكب، وأكثر من ألف من أفراد الطاقم.
وتتمثل مهمة القبطانة كيت ماكيو، وهي أول قبطانة سفينة سياحية أمريكية، في تولي مسؤولية هذه المدينة الضخمة وتوجيهها بأمان حول العالم.
وتحدث ماكيو في مقابلة عبر الفيديو من منزلها في لاس فيغاس، والتي عادت إليه مؤخراً بعد قضاء أشهر وهي عالقة في البحر بشكل غير متوقع بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
مياه متقلبة بشكل غير متوقع
وأدت جائحة “كوفيد-19” إلى توقف صناعة الرحلات البحرية، وتم عزل السفن التي أُصيبت بالفيروس، ومُنع الركاب من النزول.
وأُغلقت الموانئ، وقضت خطوط الرحلات البحرية شهوراً في محاولة إيصال الركاب وأفراد الطاقم إلى منازلهم.
وبدأت المهمة الثانية لماكيو على متن سفينة “Edge” في ديسمبر/كانون الأول من عام 2019.
وتمثلت الخطة في عملها لـ3 أشهر، ثم أخذ عطلة لـ3 أشهر.
وأما الشخص الذي من المفترض أن يصل من اليونان ويعفي ماكيو عن مهامها، فإنه لم يأت قط.
وقالت ماكيو: “اكتشفنا أن جميع الرحلات الجوية من أوروبا أُلغيت”.
وكان زوج ماكيو، وهو يعمل في صناعة الرحلات البحرية أيضاً، على متن السفينة في إجازة آنذاك.
ومع تصاعد مخاوف الفيروس، سافر زوج ماكيو إلى لاس فيغاس، وخططت اللحاق به.
وقالت ماكيو لزوجها: “لا تقلق، سأعود إلى المنزل بعد أسبوعين، لا مشكلة”.
ومع ذلك، لم تستطع القبطانة القيام بذلك إلا بعد 7 أشهر.
وأمضت ماكوي الربيع، والصيف، والأيام الأولى من الخريف في التنقل عبر المياه المتقلبة الناجمة عن قيود الرحلات البحرية الخاصة بـ”كوفيد-19″، وقامت ببذل جهدها من أجل موظفيها.
وعند تحدثهم في ذروة الأزمة، قال بعض أفراد الطاقم إنهم شعروا بتخلي خطوط الرحلات البحرية عنهم، وسط تقارير تنص بأن الوضع كان له تأثير على الصحة العقلية للموظفين.
وعندما غادرت ماكيو السفينة في أكتوبر/تشرين الأول، لم يبق سوى 4 من أفراد الطاقم على متن السفينة.
وأكدت ماكيو: “أنا أنظر إلى هذا العقد الذي استمر لـ10 أشهر باعتباره العقد الأكثر إرضاءً في مسيرتي المهنية”.
ومع أنها كانت متحمسة لرؤية عائلتها مجدداً، إلا أنها شعرت بالخوف من مغادرة السفينة.
بطاقات بريدية
وبما أن “Celebrity Edge” قضت شهوراً في حالة من عدم اليقين، وثقت ماكوي الحياة على متنها عبر حسابها الخاص عبر “إنستغرام”، ولديها الآن أكثر من 204 ألف متابع.
ومن صور تبين مشاهد خلابة لشروق الشمس، إلى مقاطع فيديو للدلافين وهي ترقص في المياه، إلى أفراد الطاقم وهم يلونون القمصان لتمضية الوقت، وفر حسابها نظرة على الحياة على متن السفينة.
وفي الأيام التي تكون فيها السفينة في البحر، من المهم أن تكون ماكيو متاحة للضيوف أثناء استمتاعهم بالحياة على متن المركبة.
وفي الأيام التي ترسو بها السفينة عند ميناء، تشارك ماكيو في بعض الأحيان في نشاطات الرحلة لتستكشف الوجهة التي تتواجد بها مع الضيوف.
وفي حال قررت البقاء على متن السفينة، فسوف تقوم بالتفتيش والالتقاء بأفراد الطاقم.
وبشكل عام، تقول ماكيو إنها تمكنت من وضع طابعها الخاص على وظيفتها.
وتنصح ماكيو الآخرين بأن يأخذوا عملهم على محمل الجد، وأن يقوموا بعملهم على نحو جيد، وأن يكونوا على طبيعتهم.
وتعتبر ماكيو تقديم هذه الكلمات الحكيمة والعمل كقدوة للبحارة النساء الشابات أمراً مهماً بالنسبة إليها، ولكنها تأمل أن يكون ذلك غير ضروري في المستقبل، وأكدت أنها تتطلع إلى اليوم الذي يكون فيه كون أول امرأة تقوم بأمر معين غير مهم.
وفي الوقت الحالي، تتطلع ماكيو إلى عودة الرحلات البحرية، وهي واثقة من أن هذه الصناعة ستنتعش من عام 2020.