قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء، خلال مقابلة حصرية لبرنامج “كينغ تشارلز” على إن إسر-ائيل تتخذ بعض “الخطوات المهمة” لحماية المدنيين بشكل أفضل خلال هجومها على جنوب غ-زة.
وأشار بلينكن، خلال المقابلة مع تشارلز باركلي وجايل كينغ، إلى أن القوات الإسر-ائيلية تستجيب لدعوته للعمل بشكل مختلف في هذه المرحلة من الحرب مع حركة “ح-م-اس” عما فعلته في شمال غ-زة.
وأضاف: “قلت لهم بوضوح شديد عندما كنت هناك قبل أسبوع فقط، لا يمكن أن نسمح بتكرار ما حدث في الشمال في الجنوب فيما يتعلق بالضرر الذي لحق بالمدنيين”.
وتابع: “ما نراه مناطق حددتها إسر-ائيل بوضوح على أنها مناطق آمنة، حيث لن يكون هناك إطلاق نار أو جيش، وشهدنا جهودا للتأكد من أن الناس يعرفون أنهم بحاجة إلى الانتقال ليس في المدينة بأكملها، ولكن في الأحياء المنفصلة فقط”، ووصف ذلك بأنه “أمر إيجابي”.
ومع ذلك، قال بلينكن إنه لا يزال هناك المزيد مما يتعين القيام به، واصفا العدد الهائل من القتلى المدنيين في قطاع غ-زة الذي مزقته الحرب بأنه “مؤلم”، ودعا إلى إنشاء “ممرات آمنة” للمدنيين للانتقال “من المناطق التي قد تكون معرضة للخطر إلى أماكن سيكونون آمنين فيها”، وشدد على ضرورة توفر ما يكفي من الغذاء والماء والدواء في مثل هذه الأماكن.
وقال بلينكن إن إدارة (الرئيس جو) بايدن تتواصل مع الحكومة الإسر-ائيلية “كل يوم أو حتى كل ساعة في بعض الأحيان” لاستئناف المفاوضات من أجل إعادة الرهائن المتبقين الذين تحتجزهم “ح-م-اس” إلى ديارهم.
وأضاف: “إنها ليست مسألة أرقام، هؤلاء أناس حقيقيون، حياة حقيقية، عائلات حقيقية انقلبت حياتهم رأسا على عقب”، وذكر: “لقد حصلت على صور لهم جميعا”.
وقال إنه “أمر حقيقي بالنسبة لي وللرئيس، ونحن نعمل على ذلك، ولكن من المؤسف أن ح-م-اس توقفت عن إطلاق سراح الرهائن لقد تراجعت عن التزاماتها تجاه إسر-ائيل وكل الأطراف المعنية”.
وأضاف: “خلاصة القول هي أنهم اختاروا إنهاء عملية إطلاق سراح الرهائن، وعليهم أن يختاروا البدء من جديد”.
ووصف بلينكن، وهو يهودي وابن زوجة من الناجيات من المحرقة، “رعبه” من الصور ومقاطع الفيديو “الوحشية” لما وصفها بـ”الفظائع”التي ترتكبها “ح-م-اس”، وقال: “عندما رأيت ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول، كان له صدى شخصي بالطبع، وكان لها صدى يمر عبر تاريخ الشعب اليهودي، وخاصة من حيث طبيعة ووحشية الهجمات التي ارتكبت”، كما وصف تصاعد معاداة السامية في الجامعات الأمريكية بأنه “مثير للقلق العميق”، وأضاف: “أنا أيضا منزعج للغاية بشأن نفس النوع من الكراهية والانتقادات اللاذعة الموجهة ضد الأمريكيين المسلمين والأمريكيين العرب”.
وقال: “نحن نرى هذا في جميع الاتجاهات المختلفة، وعلينا أن نعود إلى مكان حيث يمكن للناس في جميع جامعاتنا أن يشعروا بالأمان لكونهم على طبيعتهم، وما هم عليه، ويقولون ما يؤمنون به”.
وردا على سؤال حول النصيحة التي سيقدمها بشأن الكيفية التي يمكن بها للأشخاص ذوي وجهات النظر المختلفة مناقشة الحرب باحترام، قال: “ما نحتاج إلى إيقافه هو تجريد الآخر من إنسانيته”، أضاف: “علينا أن ندرك الإنسانية في بعضنا البعض وأن نحاول أن نضع أنفسنا في مكان الآخرين، وأن يكون لدينا هذا الانفتاح الذهني وانفتاح القلب، وعندما يكون لديك ذلك، يمكنك التحدث عن أي شيء، حتى أصعب الأشياء”.
وأقر أنتوني بلينكن بأن المشاركة الأمريكية في قضايا مثل أوكرانيا والصين قد تبدو بعيدة عن الشعب الأمريكي، ومع ذلك، أكد أن لها تأثيرا على الناس في الولايات المتحدة، وقال: “عندما لا نكون منخرطين، عندما لا نقود، يحدث عادة أن دولة أخرى تملأ الفراغ، وبطريقة أو بأخرى، سيعود ذلك ويضرنا، وسينتهي بنا الأمر إلى بذل المزيد من الجهد، وربما نعاني أكثر إذا تركنا هذه الأشياء”.
وعلق على ظهوره وهو يشعر بالإحباط عندما وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن مجددا نظيره الصيني شي جينبينغ بأنه “ديكتاتور”، بقوله أنه أمضى وقتها “يوما طويلا”.
وقال: “أنا أميل إلى القول إننا أمضينا يوما طويلا حقا، ومحادثة مهمة جدا ومكثفة مع الصين وكانت كانت رقبتي متصلبة بعض الشيء وكما تعلمون، هذا الأمر يمكن أن يحدث، وليس سرا أن لدينا نظاما مختلفا تماما عن الصين، و الرئيس يتحدث دائما بوضوح شديد، وبشكل مباشر جدا، ويتحدث نيابة عن الجميع”.