كشف مسؤولون أمريكيون، تفاصيل المحادثات التي جرت بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ التي عقدت في كاليفورنيا .
وقال مسؤول أمريكي إن “بايدن كان يتكلم في أغلب المحادثات عن الشرق الأوسط بينما كان جينبينغ يستمع”.
وأضاف المسؤول أن الرئيس الأمريكي شجع نظيره الصيني على “استخدام نفوذ بكين على إيران للتحذير من تصعيد أوسع نطاقا”، وتابع المصدر أن وزير الخارجية وانغ يي قال إنهم “أجروا بالفعل مناقشات مع الإيرانيين حول هذا الموضوع”.
ووفقا للمسؤول الأمريكي، لم يكن من الواضح لمساعدي بايدن بعد ذلك مدى جدية إيران في التعامل مع رسائل الصين.
وذكر المسؤول أن بايدن قال للرئيس الصيني خلال المحادثات إنه “يعتبر حركة حماس منفصلة عن الفلسطينيين”.
وبخصوص تايوان، تبادل الزعيمان وجهات نظر “كبيرة”، وأوضح الرئيس الصيني أن “المخاوف بشأن الجزيرة هي أكبر وأخطر قضية في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين”، وقال إن “الصين تفضل إعادة التوحيد سلميا، ووضع الشروط التي سيتم بموجبها استخدام القوة”.
ومن جانبه، رد بايدن بتكرار الموقف الأمريكي المتمثل في الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة، وطلبت الولايات المتحدة من الصين “احترام العملية الانتخابية الرئاسية” في تايوان خلال يناير/ كانون الثاني.
وعلى الرغم من المخاوف الأمريكية المستمرة بشأن الحشد العسكري الصيني الضخم حول تايوان، خرج المسؤولون الأمريكيون من الاجتماع وهم يعتقدون أن الرئيس الصيني لم يكن يستعد لغزو واسع النطاق، بحسب مصادر.
وفي المقابل، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الصينية أن الرئيس الصيني أبلغ نظيره الأمريكي بأن الولايات المتحدة يجب أن “تتخذ إجراءات حقيقية للوفاء بالتزامها بعدم دعم استقلال تايوان، وحث الولايات المتحدة على وقف تسليح تايوان ودعم إعادة التوحيد السلمي للصين”، وفقا لوكالة الأنباء الصينية الرسمية (شينخوا).
وتأتي تصريحات شي بشأن تايوان في الوقت الذي تستعد فيه الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي لإجراء انتخابات رئاسية، حيث من المقرر أن تكون التوترات مع الصين على رأس جدول أعمال الحملة الانتخابية.
ويزعم الحزب الشيوعي الحاكم في الصين أن تايوان جزء من أراضيه، على الرغم من أنه لم يسيطر قط على الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة.
وقال مسؤول أمريكي إن المحادثات كانت “مباشرة للغاية” حول التكنولوجيا والاقتصاد والقضايا النووية، وتضمنت المزيد من المناقشات المتبادلة بين الزعيمين مقارنة باجتماعهما قبل عام، حيث كان بايدن “صريحا للغاية” مع شي بشأن عدد من القضايا، في حين أثار الرئيس الصيني أيضا مخاوفه بشأن الخطاب داخل الولايات المتحدة بشأن الصين، وأخبر بايدن أنه يعتقد أن هناك “دعاية سلبية غير عادلة” عن الحزب الشيوعي الصيني في الولايات المتحدة.
وحول القيود التي طبقتها الولايات المتحدة على صادرات التكنولوجيا إلى الصين، شبه شي هذه الخطوات بـ”الاحتواء التكنولوجي”، ورد بايدن بأن الولايات المتحدة “لن تقدم للصين التكنولوجيا التي يمكن استخدامها عسكريا” ضدها.
وقال المسؤول إن بايدن أثار أيضا مخاوف مباشرة مع شي بشأن مضايقة الشركات الأمريكية في الصين، وناقشا قضية الذكاء الاصطناعي واتفقا على العمل معا للمضي قدما في التكنولوجيا الجديدة.
وكذلك قال بايدن لشي إنه “من المهم بالنسبة للصين أن تكون أكثر شفافية بشأن القضايا النووية، في الوقت الذي تعمل فيه على توسيع ترسانتها بسرعة”.
وكذلك اتفق بايدن وشي على “اتخاذ خطوات للحد من إنتاج الفنتانيل واستعادة الاتصالات العسكرية، كما وافق شي على الآليات التي من شأنها معالجة الأخطاء العسكرية المحتملة”، وشددا أيضا على رغبتهم في تحقيق الاستقرار في العلاقات بين البلدين بعد أشهر من التوتر المتزايد.
يذكر أن الرئيس الأمريكي أعلن على وسائل التواصل الاجتماعي أنه حقق “تقدما حقيقيا” في محادثاته مع الزعيم الصيني، وقال: “أقدر المحادثات التي أجريتها اليوم مع الرئيس شي لأنني أعتقد أنه من الأهمية بمكان أن نفهم بعضنا البعض بوضوح، زعيما لزعيم”، وأضاف: “هناك تحديات عالمية حرجة تتطلب قيادتنا المشتركة، واليوم أحرزنا تقدما حقيقيا”.
وصرح بايدن، لمراسلة إم جي لي، بعد المحادثات، بأنه لا يزال يعتقد أن الرئيس الصيني “ديكتاتور”، لكنه أكد أنهما “أحرزا تقدما” في المحادثات.
وقال: “هو ديكتاتور بمعنى أنه رجل يدير دولة شيوعية تقوم على شكل حكومة مختلف تماما عن نظامنا، على أية حال، لقد أحرزنا تقدما”.
وكان بايدن شبه نظيره الصيني بـ”الديكتاتوريين” في يونيو/حزيران، بعد أن أسقطت الولايات المتحدة منطاد تجسس صيني.
وقال الرئيس الأمريكي وقتها: “السبب الذي جعل شي يشعر بالانزعاج الشديد هو أنه لم يكن يعلم بوجوده، وهذا هو ما يشكل إحراجا كبيرا للديكتاتوريين، عندما لا يعرفون ما حدث”.