كشف التباس في إعلان تصريحات رسمية أردنية، الاثنين، عن وجود عدد من المتسللين الأردنيين الى الجانب الاسرائيلي، بعد أن أعلن رئيس مجلس النواب الاردني، عبد المنعم العودات، في جلسة نيابية صباحا عن تسلم الاردن لشابين اعتقلا الأحد لدى اسرائيل.
التصريحات التي أدلى بها العودات نقلا عن وزير الداخلية في الحكومة الاردنية ، مازن الفراية، كما ذكر، عادت وعلقت عليها وزارة الخارجية الأردنية مساء، بالقول إن الجهود مازالت مستمرة للافراج عمن وصفتهما بـ”المواطنين اللذين تم اعتقالهما يوم أمس (الأحد) وتتواصل جهود الإفراج عنهما”، وبينت أيضا في التصريح ذاته أنه “بالنسبة للأنباء المنشورة بخصوص وجود حالة تسلل اليوم ( الإثنين) فيجري التحقق منها ومتابعتها”، دون ذكر تفاصيل أخرى.
من جهته، أكد النائب في البرلمان الأردني، امغير الدعجة مساء الاثنين، أن من تم تسليمها للأردن ليس من أعلن عن اعتقالهما الاحد، بل شابين آخرين تسللا في وقت سابق، وأن كلا من مصعب الدعجة وخليفة العنوز، اللذين تسللا الى اسرائيل في اعقاب مشاركتهما السبت، في مظاهرة غاضبة خلال يومي الجمعة والسبت على التوالي 14 و15مايو/أيار في منطقة الكرامة الحدودية في الأغوار الجنوبية احتجاجا على “العدوان الاسرائيلي” على قطاع غزة، والتصعيد المتواصل ضد المقدسيين والمسجد الأقصى في القدس، لم يفرج عنهما بعد.
وأضاف الدعجة: “رغم إبلاغ أهاليهما لكن المعلومات الأخيرة اظهرت أن الافراج تم عن شابين آخرين، ولايزال الدعجة والعنوز لدى السلطات الاسرائيلية”، مؤكدا أن المعلومة حصل عليها نقلا عن وزير الداخلية الأردني الفراية قبل قليل.
وجاء التصريح المقتضب الأحدث الذي وصلت نسخة من وزارة الخارجية ، بعدما نقلت وسائل إعلام أردنية عن صحيفة “يديعوت احرونوت” أن هناك اشتباها بأن السلطات الإسرائيلية دعت المستوطنين في منطقة وادي الينابيع إلى البقاء في منازلهم إثر الاشتباه بحدوث تسلل على الحدود الأردنية.
ولم تكشف الحكومة الاردنية للان، عن الأعداد الدقيقة للأردنيين المتسللين الى اسرائيل.
في الأثناء، كشفت مصادر في عائلة الشاب مصعب الدعجة 28 عاما، أحد المتسللين إلى اسرائيل، أن عائلته لم تكن على علم بذلك مسبقا، وأنه قام بذلك مع صديقه خليفة العنوز، وهما من سكان محافظة إربد شمال البلاد، يوم السبت الذي شهد تنظيم احتجاج ثان في منطقة الكرامة، وأن العائلتين علمتا في اليوم التالي من وسائل التواصل الاجتماعي بخبر تسللهما واعتقالهما لدى “الاحتلال”.
وأكدت المصادر، أن الشابين خضعا “للتحقيق” لدى السلطات الاسرائيلية، فيما تنتظر العائلتين وصولهما إلى منزل ذويهما بعد أن كانت قد أبلغتهما ، وزارة الخارجية الاردنية، رسميا بعودتهم للأردن صباح الاثنين.
وقال يحيى الدعجة في تصريح مقتضب والد الشاب مصعب، إنه لم يكن على علم بتسلله، وأن الوضع الحالي في الأراضي “المحتلة” وما يجري في فلسطين “المحتلة”، أثر على كثير من الشبان ، وأضاف” لايوجد لابني توجه سياسي أو ديني معيّن ، وأتقدم بالشكر الجزيل للملك عبدالله الثاني والحكومة التي عملت على إطلاق سراحهما”.
وبين الدعجة، أن ابنه يحيى وزميله خليفة العنوز يبلغان من العمر 28 عاما وكلاهما عاطلين عن العمل، وحالهما كحال الالاف من الشباب الأردنيين المتأثرين بأحداث “فلسطين وقطاع غزة”.
وخلال جلسة البرلمان التي شهدت مداخلات ساخنة من النواب، أشاد عدد من النواب بتسلل الشابين ، فيما تمحورت مداخلات النواب حول مطالبة الحكومة بتنفيذ مذكرة النيابية وقّع عليها أعضاء مجلس النواب، تتضمن طلب طرد السفير الاسرائيلي من عمّان، وسحب السفير الاردني في تل أبيب، أو تخفيض العلاقات الدبلوماسية مع “الاحتلال”.
وأكد رئيس الوزراء الاردني ، بشر الخصاونة، في رده على المجلس في نهاية جلسة لاستمرت لساعات، أن الحكومة ستتدارس المذكرة بالتشاور مع النواب، وأن للحكومة خيارات تليق بمستوى الحدث.