تستعد الولايات المتحدة للحصول على لقاح ثالث لفيروس كورونا، تطوره شركة “جونسون آند جونسون”.
ومنحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تصريح استخدام اللقاح في حالات الطوارئ، وقد أوصت به مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، ومن المقرر أن تبدأ الحكومة الفيدرالية في عملية التوزيع على الفور.
ويتم بالفعل توزيع لقاحين في الولايات المتحدة، وهما “مودرنا” و”فايزر-بيو ان تك”.
أما اللقاح الجديد، الذي صنعه قسم لقاحات يانسن للأدوية التابعة لشركة “جونسون آند جونسون”، فيعد مختلفاً قليلاً.
إليكم كيف يختلف لقاح “جونسون آند جونسون” عن لقاحي “فايزر” و”مودرنا”.
جرعة واحدة
وصُمم لقاح “جونسون آند جونسون” ليُعطى كجرعة وحدة، ما يعني عدم وجود زيارات متابعة، ولا داعي للقلق بشأن التأكد من توفر جرعة ثانية في الوقت المناسب، بينما صمم لقاحي “فايزر” و”مودرنا” على جرعتين.
وكان هناك نقاش حول ما إذا كان من الممكن إعطاء هذه اللقاحات كجرعة واحدة، أو تمديد الوقت بين الجرعات حتى يتمكن المزيد من الناس من الحصول على الجرعة الأولى، وبالتالي الحصول على بعض الحماية على الأقل.
ولكن تصريح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية يقول إنه من الضروري الحصول على جرعتين، كما يخشى العديد من خبراء اللقاحات، بما في ذلك كبير المستشارين الطبيين بالبيت الأبيض الدكتور أنتوني فاوتشي، من أن إعطاء جرعة واحدة فقط من لقاحي “فايزر” و”موردرنا” قد يترك الناس بحماية جزئية فقط.
وتشير نتائج اختبار لقاح “جونسون آند جونسون” إلى أنه يحمي الأشخاص بجرعة واحدة.
فعالية مختلفة
وحصل لقاحا “فايزر” و”موردرنا” على معدل فعالية عال خلال التجارب السريرية بنسبة 94% إلى 95%.
وتشير الدراسات الواقعية عن لقاح “فايزر” في إسرائيل إلى استمرار فعاليته. وانخفض خطر الإصابة بأعراض “كوفيد-19” بنسبة 94 % لدى الأشخاص الذين تلقوا جرعتين من اللقاح.
وفي المقابل، كانت الفعالية العالمية الشاملة للقاح يانسن 66% ضد الأمراض المتوسطة إلى الشديدة، ولكنها كانت فعالة بنسبة 85% ضد الأمراض الشديدة، وفي التجارب، كانت فعالة بنسبة 100% في منع الوفاة، إذ لم تنجم حالة وفاة لأي شخص حصل على اللقاح.
وأُعطي لقاح “جونسون آند جونسون” في مجموعات سكانية مختلفة وفي أوقات مختلفة. وتم اختباره على 44،000 شخص في الولايات المتحدة، وجنوب أفريقيا، وأمريكا اللاتينية، وتم إجراء معظم الاختبارات بعد أشهر من لقاحي “فايزر” و”مودرنا”.
وتم اختبار لقاح “فايزر” على 43،000 شخص في الولايات المتحدة، وألمانيا، وتركيا، وجنوب أفريقيا، والبرازيل، والأرجنتين، بينما تم اختبار لقاح “مودرنا” على 30،000 شخص، جميعهم في الولايات المتحدة.
وتم اختبار لقاح “جونسون آند جونسون” بعد أن بدأت بعض السلالات المتحورة الجديدة من فيروس كورونا في الانتشار، بما في ذلك السلالة التي ظهرت لأول مرة في جنوب أفريقيا، “B.1.351″، والتي يبدو أنها تضعف من إدراك الجسم للفيروس، بما في ذلك بعد التطعيم.
وكانت نسبة فعالية لقاح “جونسون آند جونسون” 57% فقط في جنوب أفريقيا، حيث يعد “B.1.351” الآن سلالة فيروس كورونا السائدة، مقارنة بـ 72% في الولايات المتحدة، حيث “B.1.351” أقل شيوعاً.
ويتفق خبراء اللقاحات على أن جميع اللقاحات توفر حماية جيدة للغاية من خلال الإجراء الأكثر أهمية، وهو أنها تمنع الناس من الإصابة بأمراض خطيرة.
ولكن الفعالية المختلفة تثير احتمال أن يرى بعض الأشخاص لقاح “جونسون آند جونسون” على أنه من الدرجة الثانية، بحسب ما قالته سارة كريستوفر، مديرة الدعوة للسياسة في الشبكة الوطنية لصحة المرأة، في اجتماع للجنة الاستشارية لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية يوم الجمعة.
تقنية مختلفة
ويستخدم لقاحا “فايزر” و”موردرنا” تقنية جديدة كلياً وهي الحمض النووي الريبوزي المرسال، يرمز له بالرمز “mRNA”، ويحمل المواد الجينية مباشرة إلى الخلايا عبر جزيئات دهنية تمتص هذه الشيفرة الجينية بواسطة خلايا في عضلة الذراع، والتي تتبع بعد ذلك التعليمات الجينية لصنع قطع صغيرة تشبه جزءاً من فيروس كورونا.
وتحفز هذه البروتينات الصغيرة الاستجابة المناعية، وتنتج أجساماً مضادة وخلايا مناعية “تتذكر” شكلها وستكون جاهزة للاستجابة بسرعة في حالة حدوث هجوم جديد.
بينما يستخدم لقاح “جونسون آند جونسون” تقنية ناقلات الفيروس، أي نزلات البرد الشائعة التي تُسمى “Adenovirus 26″، وهو مصمم وراثياً بحيث يمكن أن يصيب الخلايا، ولكنه لن يتكاثر في الجسم، ولن يصيب الناس بنزلة برد.
ومثل لقاحي “فايزر” و”موردرنا”، فإنه يقدم تعليمات وراثية.
وبدلاً من حملها في كرات صغيرة من الدهون، يتم حقن التعليمات الجينية بواسطة الفيروس الضعيف في خلايا الذراع، وتصنع القطع التي تبدو وكأنها جزء من الغطاء البروتيني لفيروس كورونا، أي الهيكل الذي يستخدمه الفيروس للالتصاق بالخلايا.
من السهل التعامل معه
ويجب تخزين لقاح “فايزر” وشحنه في درجة حرارة تتراوح بين -80 درجة مئوية إلى -60 درجة مئوية، وهو أمر تسبب في الكثير من المتاعب للولايات الأمريكية في البداية، والتي كان عليها التدافع للحصول على معدات تبريد خاصة.
وقد خففت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الآن من هذه المتطلبات قليلاً، ولكن لا يزال من الممكن الاحتفاظ باللقاح في الثلاجة لمدة خمسة أيام فقط ويجب استخدامه في غضون ست ساعات من إذابته وتخفيفه.
بينما يمكن الاحتفاظ بلقاح “مودرنا” في درجة حرارة -20 درجة مئوية تقريباً، أو في درجة حرارة الثلاجة المنزلية.
وفي المقابل، يمكن الاحتفاظ بلقاح “جونسون آند جونسون” في درجات حرارة بسيطة للثلاجة لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر، مما يجعل تخزينه وشحنه مهمة أسهل بكثير.
أوجه التشابه
ولا تحتوي أي من اللقاحات الثلاثة على إضافات يمكن أن تسبب أحياناً تفاعلات قوية، مثل المضادات الحيوية أو المواد الحافظة أو المواد المساعدة، وهي مركبات تستخدم لتعزيز الاستجابة المناعية التي يمكن أن تزيد من قوة أي لقاح.
وهذا يعني انخفاض خطر حدوث رد فعل تحسسي، وخاصة الحساسية المفرطة التي تهدد الحياة.
وسجلت مراكز السيطرة على الأمراض حالات قليلة فقط من الحساسية المفرطة لدى الأشخاص الذين تلقوا لقاحي “مودرنا” أو “فايزر”، وتم علاج تلك الحالات بسهولة.
وفي المقابل، تم الإبلاغ عن حالة واحدة فقط من الحساسية المفرطة لدى 44،000 شخص اختبروا لقاح “جونسون آند جونسون”.
بالإضافة إلى ذلك، تستهدف اللقاحات الثلاثة جزءاً محدداً من الغطاء البروتيني الشائك في الفيروس، يسمى مجال ربط المستقبلات، وهو الجزء الذي يستخدمه الفيروس للالتصاق بالخلايا.
ويمكن أن تؤدي الطفرات في هذه المنطقة بالذات إلى إضعاف فعالية اللقاحات الثلاثة.
ولحسن الحظ، يبدو أن اللقاحات الثلاثة جميعها تحفز استجابة مناعية كبيرة، أقوى بكثير مما يحصل عليه الأشخاص بعد الإصابة بالعدوى الطبيعية. وحتى الآن، يبدو أنها تكفي في حماية الأشخاص جزئياً على الأقل من السلالات المتحورة الأكثر إثارة للقلق.