يطرح الكثيرون العديد من الأسئلة حول لقاح فيروس كورونا، وخصوصاً أن البشرية لم تعهد تطور لقاح بهذا الشكل منذ أن اكتشف الطبيب الأمريكي جوناس سولك كيفية تحصين صغار السن من شلل الأطفال خلال فترة الخمسينيات من القرن الماضي.
لكن قد يحد التردَد بتناول اللقاح بشكل خطير من استجابة البلدان. ولا يزال هناك بعض السكان الأكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة بسبب فيروس كورونا.
وللإجابة على أسئلة الأشخاص الذين يشكون من شعورهم بالخوف بسبب سرعة تطوير اللقاح، ومحتوياته، وآثاره الجانبية، استشرنا خبيرين وهما الأستاذ في قسم الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة فاندربيلت الدكتور ويليام شافنر، ، وخبيرة لقاحات رائدة وأستاذة الصحة الدولية في كلية بلومبرغ للصحة العامة في جامعة جونز هوبكنز الدكتورة روث كارون.
لا أعرف ماذا يوجد في اللقاح
إليكم المكونات الرئيسية في لقاحي “فايزر” و”مودرنا”:
- الحمض النووي الريبيوزي المرسال “mRNA” هو “برنامج جيني” يخبر الخلايا بكيفية صنع بروتين فيروس كورونا، وهو الهيكل الذي يستخدمه الفيروس لغزو الخلايا.
ويجذب الحمض النووي الريبيوزي انتباه الجهاز المناعي، لذلك فهو مستعد لمهاجمة البروتين في حال حدوث العدوى. وقال شافنر إن ” mRNA يتفكك بمجرد أن ينقل رسالته، وتفرز بقاياه”.
- الدهون الثقيلة: الحمض النووي الريبيوزي هش للغاية، وهو مغلف بدهن ثقيل لحمايته. ويمكن للدهون، وهي مادة زبدية، أن تذوب في درجة حرارة الغرفة، ولهذا السبب يجب حفظ اللقاحين في درجات حرارة شديدة البرودة. وتشمل الدهون الثقيلة المستخدمة في لقاحات كورونا البولي إيثيلين جلايكول -2000 والكوليسترول.
- الأملاح والسكريات: الأملاح مثل كلوريد البوتاسيوم وكلوريد الصوديوم موجودة في اللقاح لموازنة الحموضة في الجسم. ويُوجد السكر المدرج في قائمة السكروز، حتى تحافظ جزيئات اللقاح النانوية على شكلها.
تطوير اللقاح بسرعة كبيرة..لا يمكننا الوثوق به
صحيح أن لقاحات كورونا المصرح استخدامها حالياً في حالات الطوارئ من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية طُورت واُختبرت بسرعة أكبر من اللقاحات الأخرى المألوفة لدينا. لكن التجارب السريرية المكثفة أثبتت فعاليتها.
وقال شافنر وكارون إن تكنولوجيا الحمض النووي الريبيوزي التي تستخدمها اللقاحات، طُورت قبل وقت طويل من انتشار الفيروس، لذلك يمكن الوثوق بهذه التقنية، وخصوصاً وأن التجارب تضمنت عشرات الآلاف من المشاركين، الذين تمت مراقبة ردود أفعالهم تجاه اللقاح عن كثب لعدة أشهر قبل أن توافق إدارة الغذاء والدواء على استخدام اللقاحين.
اللقاح يمكن أن يصيبني بفيروس كورونا
وأوضحت كارون أن الفيروس الحي لا يدخل إلى جسمك أبداً في عملية التطعيم، وتتعلم خلاياك كيفية صنع جزء من الفيروس، لكن الفيروس لا يمكنه التكاثر بهذه الطريقة.
اللقاح يمكن أن يغير الحمض النووي الخاص بي
وأشارت كارون إلى أن الحمض النووي الريبيوزي لا يدخل أبداً إلى نواة الخلية التي تحتوي على الحمض النووي. ويقوم بعمله في السيتوبلازم، أي السائل داخل الخلية، بينما أوضح شافنر أن “mRNA ” لا يلتصق بالجسم أيضاً، فهو يذوب بمجرد إرسال رسالته للخلايا ويخرج من الجسم.
اللقاح يمكن أن يصيب طفلي بالتوحد أو بعيب خلقي
أظهرت العديد من الدراسات مراراً وتكراراً أن اللقاحات لا تسبب التوحد أو مشاكل النمو لدى الأطفال الصغار. ويستند هذا الاعتقاد إلى دراسة غير مترابطة منذ التسعينيات، تم التراجع عنها منذ ذلك الحين.
ويُذكر أن الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد أوصت بإعطاء لقاح فيروس كورونا للحوامل والمرضعات.
الآثار الجانبية للقاح يمكن أن تكون شديدة
من غير المحتمل أن يكون لديك رد فعل شديد تجاه لقاح كورونا.
وأشار شافنر إلى أنه من المرجح أن يكون لديك “رد فعل موضعي”، مثل احمرار وألم في ذراعك، أو حمى منخفضة، فيما أوضحت كارون أن الآثار الجانبية للقاح تميل إلى أن تكون أكثر حدة بعد تلقي الجرعة الثانية.
اللقاح قد يسبب لي ردود فعل تحسسية
هذا الأمر ممكن، لكنه نادر جداً.
وقالت كارون إن حوالي 11 حالة لكل مليون حالة تلقوا لقاح كورونا، نتج عنها رد فعل تحسسي.