انتعاش السياحة
وبالنسبة إلى جيسون كوهن، رئيس شركة سياحة مغامرات، “Hawaii Forest & Trail”، لم يستغرق الأمر طويلاً بعد وقوع ثوران بركان كيلاويا أواخر العام المنصرم، حتى بدأ في تلقي مكالمات حول جولاته الخاصة حول البركان، والتي تم إغلاقها بسبب نقص الطلب أثناء الوباء. أما الآن، فيتم تشغيلها.
وبالمثل، تمكنت وكالة جولات طائرات الهليكوبتر في كالوا، “Paradise Helicopters”، من إعادة فتح موقعها المغلق في هيلو، بسبب فيروس كورونا، بفضل زيادة الطلب على رحلات المروحية فوق بركان كيلاويا.
وسجلت وكالة تأجير لقضاء العطلات بالقرب من فوهة بركان كيلاويا، “Hawaiʻi Volcano Vacations”، زيادة في حجوزاتها ومدة إقامتها منذ بدء الثوران.
وليس من الغريب أن تكون زيارة حديقة هاواي للبراكين الوطنية قد تضاعفت أكثر من مستوياتها لعام 2020، قبل ثوران البركان.
وبالنسبة لروس بيرش، المدير التنفيذي لمكتب زوار جزيرة هاواي، فإن الثوران الجديد، في الوقت الحالي، يمثل فرصة عظيمة وتعزيزًا لصناعة السياحة في الولاية، والتي انخفضت بشكل عام بنسبة 75% عن العام السابق.
ووفقاً لعلماء البراكين في مرصد بركان هاواي بدأت علامات التحذير من ثوران البركان قبل أسابيع قليلة، عندما تم اكتشاف ما يسمى “اقتحام” الحمم البركانية وهي تتحرك إلى فوهة البركان، تحت السطح، وتتزايد في الضغط. كما لاحظوا أن الزلازل أصبحت أكثر تواترا.
ووصلت إلى نقطة التحول في ليلة 20 ديسمبر / كانون الأول 2020، وانفتحت الأرض ودفع الضغط الحمم البركانية إلى فوهة البركان، واندفعت إلى أسفل الجدران الجانبية بألوان الأحمر، والبرتقالي، والأبيض اللامع.
وتدفقت الحمم البركانية إلى منطقة كانت تتشكل فيها بحيرة مائية لمدة عامين، بعرض 430 قدماً وعمق 160 قدماً.
واستمرت الحمم في التدفق خلال عيدي الميلاد ورأس السنة الجديدة، لتشكل بحيرة من الحمم البركانية تزداد عمقاً يوماً بعد يوم
في الخامس من يناير/ كانون الثاني الماضي، ظهرت ظاهرة رائعة تعرف باسم نافورة القبة في فوهة البركان. وانتشر مقطع فيديو مبهر يوثق هذه الظاهرة في جميع وسائل الإعلام تقريباً.
ومنذ ذلك الحين، تذبذب معدل تدفق الحمم البركانية لأعلى ولأسفل، ولكنه لم يتوقف أبداً.
وبعد نحو شهر ونصف من الملء المستمر، يبلغ عمق بحيرة الحمم البركانية الآن نحو 700 قدم، ومازالت ترتفع.
والآن، تعد أفضل طريقة لإلقاء نظرة على الحمم البركانية هي من على متن طائرة هليكوبتر.
ومن خلال الطيران فوقها في يوم صاف، يمكن رؤية الحمم البركانية تخرج من جدران الفوهة وامتلاء بحيرة الحمم أدناها.
واعتباراً من الآن، نظرًا لعمق الحفرة وزاوية مناطق الرؤية، فإن التحليق في الجو يعد الطريقة الوحيدة لرؤية الحمم المادية الفعلية.