في ظل مستويات التلوث التي نشهدها، يسعى العالم للعثور على حلول صديقة للبيئة في مختلف المجالات. ولكن، هل سيكون للفطريات أي دور في طريقنا نحو مستقبل أخضر؟
وقد نشهد في المستقبل استبدال مختلف المواد التي تُستخدم في الصناعة بمواد حيوية أفضل للبيئة بمساعدة شركات ناشئة، ومنها شركة “ميسليوم” للتكنولوجيا الحيوية في مصر.
تشبه خيوط العنكبوت
وقال مؤسس شركة “ميسليوم” محمد فوزي في مقابلة إن شركة “ميسليوم” تستخدم خاصية طبيعية يقوم بها الفطر، وتتمثل بقدرته في النمو على المخلفات النباتية، مثل تبن القمح، وقش الأرز.
وأضاف فوزي أنه أثناء عملية النمو، يشكل الفطر “شبكة معقدة من الخيوط الدقيقة التي تشبه خيوط العنكبوت، وتسمى هذه الخيوط بالميسليوم”.
وبعد اكتمال عملية النمو، تتحول المخلفات النباتية التي تم استخدامها، مثل القش على سبيل المثال، إلى مادة جديدة تتكون من خليط من خيوط الميسليوم، وأجزاء القش نفسه.
ووفقاً لفوزي، تشبه المادة التي تنتج عن ذلك مادة “فوم” البلاستيكية البيضاء بشكل كبير.
وتتميز المادة التي تنتج عن ذلك بالعديد من الخصائص، مثل قوتها رغم خفة وزنها، ومقاومتها للحرائق، وقدرتها على عزل الصوت والحرارة.
ومع التطوير المستمر، تتوقع الشركة أن تتمكن مادة الميسليوم من استبدال البلاستيك في معظم تطبيقاته، مثل أطباق الطعام أحادية الاستخدام، وأواني حفظ الطعام، والعوازل المستخدمة في المبردات، والحقائب الجلدية، وقطع الأثاث، والديكور.
وأوضح فوزي: “نتوقع أن يصل الأمر إلى صنع منازل بالكامل، تكون مادة البناء الأساسية فيها هي مادة الميسليوم”.
وتُعد تكلفتها ميزة أخرى أيضاً، فكلفتها منخفضة لأنها تعتمد على مخلفات النباتات كمادة خام، بحسب ما ذكره فوزي.
بديل للبلاستيك
ويساهم الفطر بشكل رئيسي في إعادة تدوير مخلفات النباتات عن طريق تحليلها لتعود إلى مركباتها الطبيعية مرة أخرى في الأرض، كما أنه يعمل كإسفنجة ممتصة للكربون، ما يجعله مساهماً في خفض نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو، وفقاً لما قاله فوزي.
وأكد فوزي أن من أهم سمات الميسليوم هي أنه “عند التخلص منها في البيئة، فهي تتحلل خلال شهر تقريباً”.
وقد تكون هذه سمة ثورية تمهد الطريق لحل مشكلة التلوث البلاستيكي التي وصفتها رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، ماريا فرناندا إسبينوزا، بأنها قضية عاجلة وطارئة يتسم بها العصر الحالي، وفقاً لما ذكره الموقع الرسمي للأمم المتحدة في عام 2019.
ووفقاً للمنظمة، يستغرق تحلّل البلاستيك وقتاً طويلاً للغاية، ويتحول البلاستيك المتحلل إلى جزيئات بلاستيكية دقيقة توجد في كل مكان، من أعماق البحار، إلى قمم الجبال، ومياه الشرب.
ولإنتاج مادة “الميسليوم”، تستخدم الشركة فطراً اسمه “جانوديرما” ينمو في مصر، أو الفطر الريشي، وهو معروف باستخدامه في الطب الشعبي الآسيوي، وفقاً لفوزي.