تُعد قرية أشيقر في المملكة العربية السعودية، بمبانيها الطينية الفريدة، وممراتها المتعرجة، وسكانها الودودين من الوجهات المثالية لمن يرغب بالتعرف على التراث في البلاد.
وتقع قرية أشيقر في نجد، وعلى بُعد 200 كيلومتر من العاصمة السعودية، الرياض، وفقاً لما ذكره موقع “روح السعودية” التابع للهيئة السعودية للسياحة.
ووثق المصور، محمد عبدالرحمن أباحسين، هذه القرية التراثية من خلال عدسته.
رحلة إلى الماضي
وتُعد تجربة زيارة قرية أشيقر بمثابة رحلة إلى الماضي، إذ قال أباحسين إنها “تعتبر مثالاً شاهداً على الحياة التي كانت موجودة قبل النفط”، وذلك في مقابلة
وزار المصور، وهو من بلدة أُشيقر، القرية لأول مرة في عام 2014، وشجعه على ذلك وجود العديد من الفرص لتصوير تراثها الذي لا يزال حياً.
ومن خلال صوره، سترى البيوت الطينية المميزة التي تحتضنها القرية، ومساجدها التراثية، والمزارع الغنية المتواجدة بين البيوت، إضافةً إلى المشهد الخلاب العام من الأعلى خلال شروق الشمس.
وقال المصور: “من خلال تجولكم في الشوارع الضيقة والأزقة التي لا نهاية لها، سوف تشاهدون عدداً لا يحصى من البيوت الطينية والأبواب الفريدة والتي زُينت بأشكال هندسية تقليدية. وخلف تلك الأبواب، توجد أفنية داخلية، بعضها يتضمن الحدائق، حيث تنقلك أشجار النخيل إلى الماضي”.
وإلى جانب هندستها المعمارية، تتميز القرية أيضاً بمطاعمها التي تقدم الأطعمة الشعبية.
تاريخ القرية
واستقر البدو في القرية لأول مرة منذ 1،500 عام، وأصبحت نقطة توقُّفٍ شهيرة لقوافل الحجاج المتجهين إلى مكة المكرمة بفضل عيونها، وبساتينها، ونخيلها، بحسب موقع “روح السعودية”.
وأشار الموقع أيضاً إلى أن سبب تسميتها بـ”أُشيقر”، وهي تصغير لكلمة شقراء، تعود إلى الجبال المكسوة باللون الأحمر القريبة منها.
وتوجد في القرية بعض البيوت المفتوحة للزوار، ودور الضيافة الخاصة لسكان القرية.
ويُعد متحف السالم من المعالم البارزة في القرية التي نصح المصور بعدم تفويتها.
ويضم المتحف، الذي أنشأه سكان أشيقر، مجموعة متنوعة من القطع الأثرية، والملابس المطرّزة، والمجوهرات، والخزف، والأسلحة، وأدوات الطبخ، وفقاً لموقع “روح السعودية”.
وإلى جانب ذلك، تتضمن القرية العديد من الآبار القديمة التي كانت أشجار النخيل تُسقى منها.
وأكد أباحسين أن سكان القرية ودودين للغاية، إذ يمكن رؤية السكان يجلسون على الطريق وهم يوجهون الزوار، ويعطوهم النصائح التي تساعدهم في اكتشاف القرية.
وقال المصور: “غالباً ما تتم دعوة الزوار إلى أحد المنازل الطينية لشرب القهوة العربية وتناول التمر، أو الإنضمام إلى مائدة العشاء”.