رأى وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف أن قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس بالحرس الثوري، الذ قُتل إثر ضربة أمريكية في بغداد في 3 يناير 2020، لم يكن “بطل” مكافحة الإرهاب فقط بل أيضا “بطل” الجهود من أجل السلام.
وقال ظريف، في تصريح للتلفزيون الإيراني نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية: “بما إن مجال عملي هو السلام والمفاوضات فإنني اعتبره في الواقع ليس بطلا في مكافحة الإرهابيين فقط بل كان أيضا بطل الجهود من أجل السلام، وأعتقد أنه كان بارعا على الصعيد الدبلوماسي أيضا”.
وأضاف ظريف: “حينما كنت في أمريكا سفيرا ومندوبا دائما للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأمم المتحدة، ويأمرني قائد الثورة بإجراء مفاوضات ما، كنت أعود إلى طهران وأستشير الحاج قاسم ومن ثم أذهب للتفاوض ثانية وكانت مشاوراته لي مفيدة على الدوام”.
وأشار ظريف إلى الحرب التي يخوضها التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، وقال: “حينما أطلق السعوديون الحرب على اليمن قدمنا، بدعم من الحاج قاسم سليماني، مقترحا لوقف إطلاق النار، واتصل بي جون كيري (وزير الخارجية الأمريكي الأسبق)، إذ كنت أعتزم التوجه إلى اندونيسيا، وقال إنهم تمكنوا من إقناع السعوديين على القبول بهذا المقترح”.
وأضاف: “لقد قلت لوزير الخارجية الأمريكي في حينه إنني في طريقي لركوب الطائرة حاليا وإن استلزم الأمر يمكنك الاتصال بمساعدي (حسين) أمير عبداللهيان، الذي سيخبر الحاج قاسم سليماني للبدء بتفعيل الأمر”.
وتابع ظريف بالقول: “حينما وصلت إلى اندونيسيا، اتصلت بجون كيري، الذي لم يكن قد اتصل بأمير عبداللهيان، فسألت عن السبب وقال إن السعوديين غيروا رأيهم وقالوا إنهم سينهون الحرب في غضون 3 أسابيع”.
وأشار ظريف إلى أن “تلك الاسابيع الثلاثة التي وعد السعوديون بها، أصبحت الآن 5 أعوام، إذ وقف الأمريكيون داعمين للسعوديين خاصة في عهد ترامب، وفي حينه قال أوباما بعد اتصال كيري معي إن إيران هي التي تمنع السلام في اليمن وكانوا يعلمون تماما إن السبب هم السعوديين”.
كما اشار ظريف إلى مشاركة سليماني في محادثات دبلوماسية مع روسيا وأطراف أخرى، لم يحددها، وقال ظريف إن سليماني “كان شخصية دبلوماسية بارعة وذا قدرة كبيرة على المحاورة والإقناع”، بحسب تعبيره.